مقالي هذا يعكس قصة حقيقية حصلت لي في عام 1988م. واتضح أن نفس القصة حصلت للآلاف من المواطنين الذين يمثلون الطبقة الوسطى في المملكة. وقبل الاسترسال في المقال لابد وأن أشرح معنى كلمة (بليون).....فمن لديه (بليون) ريال فبإمكانه إنفاق (مليون) ريال شهريا ولمدة ثلاثة وثمانون عاما وبعد ذلك يبقى لديه أربعة ملايين. لذا (البليونير) لا يحتاج إلا للستر والعافية ولا يحتاج إلى منحة أرض أو طلب علاج على حساب الدولة في الخارج. وقصتي بدأت عندما قررت أن أشتري قطعة أرض في حي المباركية في (الدمام) لأن حسابي في البنك وصل إلى مائتي ألف ريال لأول مرة في حياتي. وبدلا من صرفها فيما لا ينفع مثل شراء سيارة جديدة فقد قام أحد أقربائي بشراء ارض لي بجوار أبناء العمومة. وبعد أن تمت عملية الشراء. أرسل صك الأرض إلى مقر عملي عندما كنت قائدا لسفينة جلالة الملك (خالد) بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل. والآن يدور في ذهني سؤال وهو...لماذا أصحاب المناصب والأغنياء هم من يحصلون على منح الأراضي في المواقع الاستراتيجية؟. فهل سبق أن سمعتم عن أرملة فقيرة أو مطلقة ليس لها عائل أو يتيم حصل على أرض في موقع إستيراتيجي؟.وبعد رؤية صك الأرض اتضح لي أنني اشتريت الأرض من فتاة عرفت من اسمها واسم والدها أنها ابنة (بليونير) حسب ما أسمع من الناس. وقلت في نفسي هل تحتاج ابنة (بليونير) أن تبيع قطعة أرض؟. وزال تساؤلي عندما قرأت في الصك أن هذه الأرض أعطيت لهذه الفتاة كمنحة من الدولة. أي أنني قضيت ثماني سنوات لأجمع قيمة الأرض وأسلمه لابنة (بليونير) حصلت على الأرض بمجرد توقيع على ورقة. والأدهى من ذلك أن تسلسل الصك يشير الى أن هذه الأرض هي واحدة من مجموعة أراض حصلت عليها بعد أن تم تقسيم المنحة الأساسية (هذا الواسطة وإلا بلاش). والآن يدور في ذهني سؤال وهو...لماذا أصحاب المناصب والأغنياء هم من يحصلون على منح الأراضي في المواقع الاستراتيجية؟. فهل سبق أن سمعتم عن أرملة فقيرة أو مطلقة ليس لها عائل أو يتيم حصل على أرص في موقع إستيراتيجي؟. ألم ندرس في كتب الجغرافيا بأن مساحة المملكة تبلغ أكثر من مليوني كيلومتر مربع ولكن عندما تحتاج الدولة أو أحد من القطاع الخاص قطعة أرض لعمل مشروع...قالوا لا توجد أراض أو أن الأراضي مملوكة. وإذا أراد المواطن شراء قطعة أرض في الرياض مثلا فلابد من وجود الملايين في حسابه. والسؤال الآن....كيف يحدث هذا في مجتمعنا ونحن دائما نردد بأننا خير أمة أخرجت للناس. [email protected]