كشف المشرف على برنامج فحص ما قبل الزواج بالمنطقة الشرقية الدكتور نواف العتيبي أن برنامج فحص ما قبل الزواج حقق الكثير من الاهداف التي من أجلها تم سن هذا البرنامج منذ بدء انطلاقته عام 1425ه، وفي مقدمتها التوعية الصحية المكثفة التي تعطى في عيادة المشورة للمقبلين على الزواج في مراكز الفحص الثمانية المنتشرة بمدن ومحافظات المنطقة الشرقية، مبيناً أن العبء يقع على اطباء عيادات المشورة في ايضاح الصورة الكاملة في طرفي الزواج الخطر صحياً، وذلك بعد ظهور النتائج على اعتبار أن نظام البرنامج لا يلزم الجهة الصحية بمنع الزيجات التي يكتشف إصابتها بأمراض وراثية. وأشار العتيبي إلى أن حالات القناعة بعدم الزواج بسبب عدم التوافق بعد الخضوع للفحص قبل الزواج ارتفعت من 9 بالمائة في بداية تطبيق البرنامج إلى 55 بالمائة العام الماضي، وما زال اطباء عيادة المشورة يبذلون قصارى جهدهم في اقناع اطراف الزواج بتجنب اتمام حالات الزواج الخطر والتي يكون فيها نسبة اصابة الابناء بأحد امراض الدم الوراثية واردة في كل ولادة. وبيّن العتيبي أن عدد الحالات التي تجري الفحص في مراكز ما قبل الزواج الثمانية في الشرقية تصل إلى أكثر من 28 ألف حالة فحص سنوياً، بحيث تشكل حالات التوافق فيها اكثر من 96 بالمائة، موضحاً أن كل مراكز الفحص المنتشرة بمدن ومحافظات المملكة تسعى جاهدة إلى ثني جميع حالات التي يحصل فيها عدم التوافق الوراثي بهدف الوصول إلى أسرة سليمة وخالية من الامراض الوراثية بإذن الله. وذكر العتيبي أن هناك عددا من الأسر بالمنطقة الشرقية تعاني من أمراض وراثية وهذا يجعل الخيارات أمام المتقدمين للزواج من تلك الأسر في البحث خارج اطار العائلة عن الزوج أو الزوجة، وهذا من أهم الاسباب الذي يبررها لنا من يريدون اتمام الزواج الخطر حتى بعد نصحهم، لذا يركز الاطباء على التريث والبحث خارج اطار العائلة الحاملة لهذه الخصلة الوراثية. وأضاف أن برنامج فحص ما قبل الزواج بالمنطقة الشرقية نجح في تقليل نسبة المصابين بأمراض الدم الوراثية بنسبة تصل إلى 65 بالمائة، وأنه وسعياً من الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية بتسهيل اجراءات الفحص قبل الزواج فقد بدأ من يوم السبت الماضي العمل في مراكز فحص ما قبل الزواج خلال الفترة المسائية (بعد نهاية الدوام الرسمي) كفترة اضافية لاستمرار استقبال الراغبين في فحص ما قبل الزواج خلال فترة الصيف كما سيستمر خلال ايام عيد الفطر والاضحى المبارك. ويضيف العتيبي أنه تم ربط البرنامج الالكتروني وذلك في جميع مراكز الفحص في الشرقية، وهذا الربط عبارة عن نظام للبصمة الالكتروني لجميع المتقدمين، وأن نتائج الفحص تصدر في فترة قياسية لا تتجاوز خمسة أيام بعد إجراء الفحص في اغلب المراكز رغم أن البرنامج يتيح فترة أسبوعين لظهورها. وأشار العتيبي الى أن تثقيف الاطباء للمتقدمين للزواج في عيادة المشورة لا يقتصر على حالات الدم الوراثية بل يشمل أيضاً الامراض المعدية، ونسعى لإتمام إجراءات الزواج بشكل آمن بعد أن يتلقى الطرف السليم التطعيمات والاحترازات الطبية لضمان عدم انتقال التهاب الكبد الوبائي له، وقد بلغت نسبة إتمام الزيجات التي يكون أحدها مصابا بمرض معدٍ 80 بالمائة، وذلك بعد أن أخذ من الطرف السليم التطعيمات اللازمة. وأضاف العتيبي أن التثقيف الصحي يمتد إلى الفئات المستهدفة ومن هم في سن الزواج كطلاب وطالبات الجامعات والكليات حيث تقام المحاضرات التثقيفية بشكل متكرر بالإضافة إلى الأركان المستمرة في الأسواق التجارية بالشرقية وسايتك والواجهة البحرية بالدمام والخبر، وكل ذلك من أجل رفع الوعي لدى المقبلين على الزواج، وأولياء أمورهم باتخاذ القرار السليم قبل وصولهم لعيادة المشورة وبعد إسداء النصح الطبي لهم في العيادة. وبين العتيبي أن البرنامج يسعى لمنع انجاب اطفال مصابين بأمراض الدم الوراثية، ولكن يبقى الحامل لمرض الدم الوراثي (مجرد حامل للمرض لا تظهر عليه أي اعراض) ويجب عليه مستقبلاً الارتباط بطرف سليم حتى يضمن ذرية سليمة له بإذن الله.