صنعت سامسونغ هاتفا رائعا أسمته (غالاكسي أس 4- Galaxy S4)، لكن ثمة أسباب تدفع البعض للقول بأن جهاز أيفون من أبل ما يزال هو المنتج الأفضل، فما مدى صحة هذا القول؟ لقد أظهرت البحوث التي أجريت حول هذا الأمر أن سامسونغ ترتكب أخطاء فادحة في وضع استراتيجية الابتكار لديها، وهذا شيء خطير لرائدة صناعة الهواتف في العالم إذا ثبتت صحته. فأين عساه يكمن الخلل عند سامسونغ والميزة عند أبل؟ لقد ركزت سامسونغ بقوة على تطوير جوانب مثل: شاشات العرض والمعالجات، لكن وفقا لشركة (سينتشا- Sencha)، المختصة بلغة (Html5)، فما يزال عليها أن تهتم بالجانب المتعلق باستخدام الشبكة العنكبوتية في هواتفها. ويصف مايكل مولاني- رئيس (سينتشا) التنفيذي، آلية تصفح الإنترنت في جهاز (أس 4) بأنها "أضعف بكثير من نظيرتها في ال(أيفون)". وتتمحور المسألة حول نقطتين: أن لغة (Html 5) تسمح للمتصفح أن يكون منصة للتطبيقات، كما أن سهولة استخدام هذه اللغة في الهواتف النقالة تعتمد بشكل متزايد على حسن تعامل المتصفح معها، وهو أمر ضروري في نموذج الأعمال؛ فسهولة الاستخدام تقود إلى مبيعات تطبيقات أعلى، بالإضافة إلى أنها تزود المستخدم بما يحتاج إليه. وترى (سينتشا) أن أيفون احتفظ تاريخيا بتفوقه القوي على أندرويد فيما يتعلق بلغة (Html5): "... رغم تقدم أندرويد بشكل ملحوظ، إلا أن أيفون بإصداراته المتعددة قد تفوق عليه فيما يتعلق بقوة الأداء والمزايا المتطورة والجودة العامة". لكن أندرويد بدأ في تدارك نقاط ضعفه على ما يبدو. فقد قامت (سينتشا) باختبار أداء متصفح سامسونغ أس 4، ومقارنته مع المتصفح في نظام (آي أو أس 6.1.3.- iOS 6.1.3) على أيفون 5، (وبالمناسبة فإن (بلاك بيري زي 10- BlackBerry Z10) يبدو متفوقا على كل من أندرويد و(آي أو أس). وبالرغم أن اختبارات (سينتشا) تتسم بالغموض قليلا، إلا أن نتائجها الأولية تشير إلى أن (أس 4) وليس ال(أيفون)، يحتوي متصفحا أفضل. لكن هذا يتعلق بالمزايا المتوافرة فيه فقط. أما بالنسبة للتعامل مع هذه المزايا، فإن أيفون يبقى هو الأفضل. بصورة عامة، يعد غالاكسي أس 4 بمنصة (HTML5) جيدا لمستخدمي الأندرويد. فهو يضيف مزايا جديدة لافتة مثل رسومات (WebGL) ثلاثية الأبعاد و(IndexedDB) لتخزين قاعدة البيانات المحلية. وهو يتفوق على ال(أيفون 5) من هذه الناحية. أما بالنسبة لسهولة التصفح، فما يزال أيفون أفضل بكثير. فضلا على أن هناك تقطعا ملحوظا في تصفح المحتوى على جهاز أس4. كما يضيف مولاني بأن بمقدور أس 4 أن يتيح تجربة استخدام أفضل للغة (Html5) إذا استعان بمتصفح (كروم- Chrome). الخلاصة: "لا تملك سامسونغ الخبرة اللازمة في مجال البرمجيات لإيجاد تجارب استخدام رفيعة الطراز للغة Html5". كما يشير إلى أن متصفح كروم متوافر على جهاز أس 4، ورغم أنه ليس المتصفح الافتراضي إلا أنه من الممكن ترتيب الإعدادات لجعله كذلك. وعندئذ يمكن لسامسونغ أن تتلافى أحد العيوب في وقت وجيز. ما يمنع سامسونغ من فعل ذلك هو قناعتها الخاطئة بأنها قادرة على ابتكار البرمجيات، مثلما هي قادرة على ابتكار المعدات الصلبة، وهذا غير صحيح حتى الآن. من جهة أخرى، تشير بحوث (سينتشا) إلى أن شركة سامسونغ تقترب من عملية تصحيح الخلل، لكن المشكلة الحقيقية تكمن الآن في اتخاذ القرارات الصائبة المتعلقة بطبيعة الأجهزة المزمع إصدارها، ومدى تطورها.