كشف القرار التاريخي الذي اتخذته إدارة نادي الهلال برئاسة سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد والمتمثل في التعاقد مع المدرب الوطني وأسطورة النادي وكرة القدم السعودية السابق سامي الجابر مديرا فنيا للفريق الجرأة الكبيرة لهذه الإدارة والإصرار على إعادة هيبة الفريق وبريقه على الصعيدين المحلي والخارجي . ولا يختلف اثنان على فكر الجابر الفني وخبراته السابقة وتمرسه الميداني وثقافته العالية في المجال الرياضي وتحديدا كرة القدم التي استقاها من خلال معايشته لكرة القدم شابا يافعا ولاعبا موهوبا ومحترفا ناضجا ومديرا إداريا ناجحا وأخيرا مديرا فنيا ينتظره النجاح بعون الله . عنصر الجرأة والشجاعة يسجل أيضا للمدرب سامي الجابر الذي قبل مهمة صعبة تتمثل في تدريب أعتى وأقوى فرق القارة الآسيوية بل انه سبق وأن طالب بها قبل سفره لفرنسا وتحديدا لنادي أوكسير . إن السيرة الذاتية للمدرب سامي الجابر تؤهله بالفعل لقيادة فريق بحجم الهلال وتبقى مسألة نجاحه مرهونة بمجموعة من الأمور الهامة والحساسة . ومن الصعب بل من المستحيل أن يصل سامي الجابر وحدة لمرحلة النجاح مع الفريق الهلالي فالفرد يقود المجموعة لكنه لا يصنع النجاح وحده وهذا معروف على مستوى كافة الأصعدة القيادية ومن ضمنها الصعيد العسكري فالقائد في الحرب مثلا لا يصنع الانتصار وحدة ما لم تتواجد معه قيادات أخرى مساندة لعمليات الإمداد والتموين وجنود ميدانيون لخوض المعارك مع الفارق في التشبيه فسامي الجابر لن يدخل حربا بل سيدخل تجربة رياضية جديدة يحتاج من خلالها للدعم والمساندة والمشورة ممن هم حوله فإدارة النادي مطالبة بتوفير كل وسائل النجاح أمامه ولا تتدخل في لوب عمله الفني إلا إن طلب المشورة منها . تبقى مهمة اللاعبين في مسألة النجاح محور العملية وقد عرف عن الاجيال السابقة الذين تعاقبوا على مشاركة الفريق أنهم يساهمون وبفاعلية في نجاح أي مدرب والنجاح عندما يتحقق لن يكون للجابر وحده بل سيكون للكيان وللجيل الحالي لذلك يتوجب عليهم التعاون معه وتنفيذ كل ما يطلبه منهم داخل وخارج الملعب خاصة وأنه قدوة حسنة لهم من خلال إنجازاته ومسيرته الكروية الناجحة . وللجماهير الهلالية دور في نجاح فريقهم بقيادة سامي الجابر فهي مطالبة بالحضور والدعم والمؤازرة والثقة في رجل يعتبر واحدا من صناع الفرح الأزرق في العقدين الماضيين . وأخيرا للإعلام الرياضي دور في نجاح الهلال وسامي الجابر معا من خلال النقد الهادف البناء بعيدا عن التجريح الشخصي وستكون للجابر أخطاء فنية يجب إيضاحها بهدوء وسلاسة . وأخيرا المطلوب من سامي الجابر كمدرب سماع المشورة من جهازه الفني المساعد والاستفادة من المناقشات الدورية المتوقع أن تعقدها معه إدارة ناديه وجهازه الإداري بعد كل مباراة . قبل الوداع .. الهلال لم يغب أصلا عن ساحة البطولات فتواجده في منصات التتويج أو بالقرب منها مازال مستمرا ومتواصلا ولضمان هذا التواجد ومضاعفته في الموسم القادم لا يحتاج الهلال لأكثر من زرع الروح العالية في نفوس لاعبيه واستبدال سياسة المثالية مع المنافسين فاللاعب الهلالي الحالي يحتاج لشخصية جديدة تتمثل في هيبة المنافسين منه خلال المباريات فهل يستطيع المدرب الجديد سامي الجابر خلق تلك الشخصية . خاطرة الوداع .. معاقل الرجال هي من تصنع الرجال فكن من أهلها يا حبيبي .. [email protected]