لم يكن القرار الخليجي الأخير، باعتبار تنظيم حزب الله «منظمة إرهابية» ضربة حظ أو نوعًا من تصفية الحسابات السياسية، بقدر ما كان تعبيرًا عن سخط خليجي عارم، جسده لقاء دول مجلس التعاون الدوري في جدة، من هذا الحزب، الذي خرج عن الأجندة الوطنية اللبنانية أولًا، ثم أصبح أداة «عربية للأسف» في يد دولة غير عربية، وذراعًا لها لتمرير مخططاتها وأجنداتها السياسية والتوسعية، في أسوأ أشكالها العقائدية والعنصرية. هذا القرار، الذي جاء بعد فرص عديدة، وكثيرة، لقيادات الحزب، من مراجعة نفسه، والتعامل مع الأمور في سياقها الذي يحترم الدول وسيادتها، ويحرص على الشعوب، لا أن يورط المضللين منها في حروب يعودون منها في توابيت، كما تشهد على ذلك، توابيت التشييع لقتلى عناصر الحزب المشاركين مع نظام الأسد في أبشع جريمة إنسانية ضد الشعب السوري. لا احد يستطيع التغطية على ممارسات حزب الله فهو منظمة ارهابية وهذا تصور دول الخليج له.. توصيف واضح لممارسات هذا الحزب الديماغوغي السافر في سوريا، باعتباره «إرهابًا (...) لقد كشف التدخل المستور، كان يمارس التقية». والخديعة، على كثيرين سواء داخل لبنان.وربما يكون التهديد الخليجي أيضًا، باتخاذ إجراءات لوضح «حزب الله» على لوائح الحركات الارهابية لإجراء المزيد من الدراسة.. فرصة أخيرة لمن يقودون شباب الحزب وأفراده للجحيم، لإدراك خطورة ما يقومون به، وتحكيم العقل ولو للحظة أخيرة، لتجنب ما لا يحمد عقباه، خاصة بعد سقوط أوهام المقاومة والنصر، واتضاح سرابها للعيان. وهنا يأتي، ما سبق وأن أكده، وزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني، غانم البوعينين ان «لا احد يستطيع التغطية على ممارسات حزب الله فهو منظمة ارهابية وهذا تصور دول الخليج له». توصيفًا واضحًا لممارسات هذا الحزب الديماغوغي السافر في سوريا، باعتباره «إرهابًا (...) لقد كشف التدخل المستور، كان يمارس التقية». والخديعة، على كثيرين سواء داخل لبنان، أو خارجه، من أولئك الذين انساقوا وراء شعاراته وأكاذيبه، وجعلت من لبنان يدفع ثمنًا فادحًا حتى الآن. ليس جديدًا، ما قاله أيضًا وفي هذا السياق، الامين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف الزياني عن «التدخلات الايرانية المتصاعدة في الشأنين الخليجي والعربي». وليس غريبًا أن يكون هذا الحزب المشبوه، وقياداته وعناصره، أداة تحركها طهران، وما خطاب أمينه العام وما به من مغالطات باطلة وإثارة الفتن ووعد «بتغيير المعادلة في المنطقة ومحاولة جرها الى أتون الأزمة السورية». إلا ترجمة جديدة، لسقوط معادلة المقاومة ضد إسرائيل، لتصبح المشاركة في جرائم قتل السوريين، والدفع بشباب بريء ومضلل، من عناصره، ليكونوا وقودًا لحرب لا مقاومة فيها ولا نصر. ما معنى أن تشارك ميليشيات حزب الله، في صراع داخلي في بلد آخر، ومشاركة في قتل الشعب السوري؟ وما معنى الزج بلبنان في أتون صراع لا ناقة له بها ولا جمل؟ نظرة واحدة لما يحدث بالقصير السورية، ونظرة أخرى للنعوش العائدة، والدم المسفوك، ونظرة عميقة للتداعيات المشؤومة، يؤكد بوضوح، أن هذا الحزب مشبوه فعلًا، وينفذ أجندة أسياده في طهران، ويسعى للخراب الذي أعلنه شيطان دمشق، من إحراق المنطقة، وللأسف.. حزب الله يقوم بالمهمة الشيطانية على أكمل وجه.