تلونت الدمام بردائها الأزرق حين اندمج مع سواد ليلة الجمعة وكان موعد الحلم القديم ، تذكرت في تلك الليلة أرواحاً كانت تتمنى معانقة هذا الإنجاز الرائع .. الإنجاز الحلم الذي كان بالنسبة لكل المتفائلين ضرباً من ضروب الخيال وحلماً طال انتظاره . مشاعر متناقضة عشناها ليلة الإنجاز الكبير ، فعلى الرغم من فرحتنا بالصعود وعودة المارد لمكانه الطبيعي بين الكبار إلا أن الألم سجل حضوره كالعادة فهذا الإنجاز جاء بعد موت عدد كبير من رجال هذا النادي والذين كانوا يمنون النفس بعيش هذا اليوم والمشاركة في كل تفاصيله . حمندي ، المرخان ، هاشل الحويجي ، الخضر ، وأحمد العلي تغمدهم الله بواسع رحمته بسببكم اختلطت مشاعر الناس وأصبحت أحاسيسهم متناقضة ولذلك اختلط الفرح بالحزن والدموع بالضحك وكان البكاء هو الأهم في تلك الليلة التي لا تنسى والتي جاءت تكريما لكل من خدم النهضة الأحياء منهم والأموات . اكثر من 20 سنة واهالي الشرقية بمن فيهم النهضاويون يمنون النفس بعودة مارد الدمام الى موقعه الطبيعي بين الكبار ، وطوال تلك المدة كان اهالي المنطقة حريصين على ان يبقى النهضة ناديا للجميع ومن يعرف هذه الحقيقة لا يستغرب حجم التهاني التي انهالت على النهضاويين ، ولعل الدور الاجتماعي المهم الذي يلعبه المارد في الساحل الشرقي جعل منه نادياً محبوباً من قبل الجميع . وبما ان المارد قد صعد وعاد لوضعه الطبيعي فقد حان وقت الشكر فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وعلى هذا الاساس أتقدم باسمي ونيابة عن جميع النهضاويين بالشكر والعرفان والتقدير لادارة نادي النهضة برئاسة الشيخ فيصل الشهيل وكل اعضاء ادارته الذين عملوا واجتهدوا ونجحوا في تحقيق هذا الحلم الكبير ، والشكر موصول ايضا لأعضاء الشرف وكل اللاعبين وجميع من ساهم في هذا الصعود . شكرا للشيخ فيصل الشهيل الذي نجح في اعادة البسمة لأحمد دعيج وابي عثمان الدوسري وصالح الخان وكل آباء النهضاويين وكبار السن الذين أفنوا حياتهم في مدرجات النهضة ، والشكر أيضا موصول لنادي الخليج . شكرا لكل ابناء المنطقة الشرقية ، شكرا للإعلام والمنصفين وكل من وضع النقاط على الحروف ، شكرا للأوفياء والأنقياء وكل من ساهم في رسم الابتسامة على شفاه النهضاويين ، فالنهضة صعدت لتبقى وهي قادرة على ذلك بإذن الله . عضو شرف نادي النهضة