تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، انطلقت امس فعاليات الدورة الثانية عشرة لمنتدى الإعلام العربي، الحدث الأبرز في الساحة الإعلامية العربية، بمشاركة 250 شخصية إعلامية من أكثر من 25 دولة عربية وأجنبية وبكلمة لشيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب أكد فيها أن «صورة الإسلام والشخصية العربية تتعرضان لتشويه ممنهج». وطالب الطيب، في كلمته أمام منتدى الإعلام العربي في دبي، «الإعلاميين العرب والمسلمين بأن يعملوا على تصحيح صورة الاسلام والمواطن العربي». وانتقد القنوات الدينية، وقال إن «هناك عشرات من القنوات الفضائية تخصصت في زرع الفتنة بين المسلمين أنفسهم وبذر بذور الشقاق والصراع بين أبناء الدين الواحد». وأبدى الطيب قلقه من برامج الفتاوى، قائلا «برامج فوضى الفتاوى الشاذة والجدال في الدين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير تثير قلقنا جميعاً». ودعا إلى «ممارسة حرية الكلمة وحرية التعبير مع التقيد بمراعاة تقاليد ثقافتنا وثوابت مجتمعاتنا وعدم المساس والإساءة للآخرين» وحذر شيخ الأزهر من المخاطر التي تحيط باللغة العربية قائلا «أنصح إخواني من الصحافيين والإعلاميين بمراعاة حرمة اللغة العربية في عقر دارها فلم يعد معقولا أو مقبولاً أن تكون لغة الصحافة والكتابة والتأليف والأدب في القرن الماضي أغنى وأثرى وأعمق من لغة اليوم». وقد ألقى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الكلمة الرئيسة للمنتدى أعرب فيها عن سعادته بمشاركته في هذه الدورة الجديدة من المنتدى التي تضم نخبة متميزة من الإعلاميين الوافدين من مختلف البلاد العربية والعالم. منتدى دبي للإعلام ليس مجرّد اطار يلتقي فيه المهنيّون والمشتغلون في كافة حقول الإعلام في البلاد العربيّة والعالم، لكنّه تحوّل إلى ملتقى يوفر المقترحات والمشاركة الفاعلة في التحوّلات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربيّة. وقدم العربي التحية لفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي شارك بالمنتدى- على صورة الإسلام المستنير الذي يمثله الأزهر الشريف ودوره في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام. وأضاف العربي:»إنّ منتدى دبي للإعلام ليس مجرّد اطار يلتقي فيه المهنيّون والمشتغلون في كافة حقول الإعلام في البلاد العربيّة والعالم، لكنّه تحوّل إلى ملتقى يوفر المقترحات والمشاركة الفاعلة في التحوّلات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربيّة، وأداة مؤثرة في مسارات التغيير المختلفة، بفعل ما يطرحه من قضايا مرتبطة بالأوضاع الراهنة. واشار الى أن أهمية منتدى دبي للإعلام تكمن في إقامته لجسري حوار هامّين، أحدهما بين العرب فيما بينهم، والآخر بين العرب والعالم. منتدى أخذ على عاتقه نقل هموم وانشغالات المواطن العربي والمجتمع العربي كلّه إلى الآخر، مدركا لأهميّة هذه النقلة النوعيّة في الدفاع عن خصوصيات العرب والتعريف الموضوعى بقضاياهم، وتطلعاتهم، وسعى بما يقدّمه من فعاليات متنوعة إلى الدفاع عن الشخصيّة العربيّة التي تسعى كثيرٌ من الدوائر المناوئة للعرب إلى تشويهها ووسمها بالعنف والإرهاب والتحجّر ورفض الآخر، وهي مسائل لم تظهر من فراغ لكنّها نتاج عجز حقيقي في إدراك أهميّة الإعلام والاتصال ودور الصحافة الحرّة، وفي زمن تنتشر فيه ظاهرة الإسلاموفوبيا مما يتطلب محاربتها عبر الإعلام الموضوعي الذي ينقل صورة حقيقية ودقيقة عن مجتمعاتنا وسياساتنا وأولوياتنا. واعتبر العربي الإعلام محورًا أساسيا ومنبراً مُهمّا، إذ لا يمكن للوعي أن ينتشر، وللحوار أن يثمر، وللفكر أن يؤثّر، وللمعلومة أن تصل، دون وجود مناخ حقيقي، من الحريّة والمسؤولية والمشاركة، يتيح للمؤسسات الإعلاميّة وللمجتمع، وللسلطة والمعارضة طرح القضايا التي تدفع بالتغيير نحو الأفضل. وتوجه العربي بالشكر والتقدير لروّاد العمل الإعلامي في مختلف البلدان العربيّة قائلا: انهم لم يخطئوا عندما قالوا عن الصحافة إنّها مهنة المتاعب، بل محنةٌ ومتاعب».
جانب من الحضور .. ومشاركون: مواقع التواصل الاجتماعي ليست بديلاً للإعلام التقليدي ضمن فعاليات اليوم الاول لمنتدي الاعلام العربي شهد المنتدي مجموعه من الجلسات ناقشت اطر التواصل الاعلامي بجانبيه الرقمي والورقي الى جانب موضوعات أخرى ففي جلسة «الخبر في زمن الطفرة الرقمية» دعا المشاركون إلى ضرورة التأكيد على الالتزام بالموضوعية والحيادية والمهنية الإعلامية بعيدا عن الدخول في أجندات سياسية أو مشاريع تخدم توجهات معينة. وناقشت الجلسة التي أدارتها الإعلامية ملاك جعفر، من قناة «بي بي سي» العربية، العديد من المحاور المهمة المتعلقة بصنع الخبر في المستقبل والتطورات والتحولات في بيئة عمل المراسلين الميدانيين وكيف أثرت على صناعة الخبر، فضلا عن التساؤلات بشأن تراجع مهنة المراسل الميداني التقليدي في المدى القريب. شارك في الجلسة ظاعن شاهين، رئيس تحرير صحيفة البيان، وثائر سوقار، مدير الاستراتيجيات الرقمية، قناة «سكاي نيوز عربية، وريما مكتبي، مراسلة قناة العربية الإخبارية، وسامية نخول، محررة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، طومسون رويترز، ونادية أبو المجد، مدير تحرير غرفة الأخبار، قناة «مصر العربية» . كما أكد المتحدثون في جلسة «الانفتاح على العصر الرقمي: الواقع والتحديات» التي عقدت ضمن الفعاليات ايضا أنه لا مجال للحديث عن اندثار الإعلام الورقي التقليدي لصالح الإعلام الرقمي الذي يشهد اقبالا واسعا في الوقت الحالي بين المستخدمين والقراء. وأشار المتحدثون إلى أن الصحافة التقليدية لا تزال هي الأساس القوي الذي يعتمد عليه القارئ للحصول على الخبر الذي يتسم بالمصداقية كما أن الصحافة التقليدية مطلوبة ايضاً بالنسبة للجهات والشركات التي ترغب في الإعلان عن منتجاتها. وأوضح المتحدثون أن الأمر المطلوب حاليا هو العمل على تطوير الإعلام التقليدي من أجل مسايرة سرعة العصر والتطور التكنولوجي. شارك في الندوة كل من: سمير حصني، أستاذ الصحافة بكلية ميك للصحافة والإعلام الجديد ومها أبو العينين، مديرة الاتصالات والعلاقات العامة في جوجل الشرق الأوسط، وأدارت الندوة زينة صوفان الإعلامية في مؤسسة دبي للإعلام.