ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا أن حكومة برلين تتخوف من تصاعد حدة الخلاف التجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين. وقالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية الصادرة استنادا إلى وزارة الاقتصاد الألمانية انه في حال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جمركية كما يعتزم على واردات تقنية الطاقة الشمسية الوافدة من الصين، فإن هناك احتمالا بأن تفرض الصين في المقابل عقوبات مشابهة على منتجات أوروبية يتم تصديرها من قطاعات أخرى إلى الصين. وتابعت المجلة أن هذا الأمر يعني أن العقوبات الصينية في هذه الحالة لن تقتصر على شركات الطاقة الشمسية بل ستتعداها إلى شركات في مجالات أخرى. وأوضحت «شبيجل» أن وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر يعتزم بحث هذه المخاوف خلال لقاء سيعقده غداً الثلاثاء مع كاريل دي جوخت المفوض الأوروبي لشؤون التجارة. كانت المفوضية الأوروبية أعلنت في صحيفتها الرسمية قبل أسبوعين عن إمكانية فرض إجراءات لمكافحة الإغراق، مشيرة إلى أن الشركات الصينية لتصنيع الألواح الشمسية تستفيد من «إعانات حكومية ضخمة» ما يجعلها تشن حرب أسعار «مدمرة» على منافساتها الأوروبية. وقالت المفوضية إن هناك أدلة تثبت أن قطاع الطاقة الشمسية في الصين حصل على إعانات حكومية تمثلت في قروض ميسرة وضمانات تصدير وعطاءات وإعفاءات ضريبية. كانت المفوضية الأوروبية بدأت تحقيقا حول الواردات الصينية من الألواح والخلايا والرقائق الشمسية التي تم تصديرها إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي والتي بلغت قيمتها 21 مليار يورو. وتعتزم المفوضية إنهاء التحقيق حول واردات الألواح الشمسية من الصين بحلول نهاية مايو 2014 وذكرت الصحيفة الرسمية للمفوضية في السابع والعشرين من الشهر الماضي أن من الممكن توقيع «تعريفات عقابية» لمكافحة الإغراق قبل حلول هذا الموعد. كانت التحقيقات بدأت بعد أن اتهمت مؤسسة (برو صن الأوروبية)، إحدى المؤسسات الصناعية، نظيراتها الصينية بإدخال ألواح شمسية إلى السوق الأوروبية العام الماضي بأسعار اقل من القيمة السوقية. وبدأت الصين تحقيقا لمكافحة إغراق أنابيب الصلب عالية الأداء من الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة، وذلك في أعقاب إعلان الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الماضي عزمه فرض رسوم لمكافحة الإغراق على واردات الألواح الشمسية الصينية بنسبة 47% اعتبارا من 6 يونيو المقبل. وكانت شركة «اينر منغوليا نورث» للصناعات الثقيلة تقدمت بشكوى في 22 مارس بشأن واردات أنابيب الصلب، حسبما قالت وزارة التجارة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة ( شينخوا) إن المواد قيد التحقيق تستخدم في الغالب في أنابيب البخار والمراجل لمحطات توليد الكهرباء. من جانب أخر، أظهر تقرير حصلت عليه مجلة «شبيجل» الألمانية، أن ألمانيا تريد مزيدا من الإصلاحات والوفورات في دول منطقة اليورو المتضررة من الأزمة، وذلك في إطار تقييم برلين للتقدم، الذي تم إحرازه بعد تشديد قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي. ونقلت «شبيجل» في طبعتها الصادرة، عن التقرير قوله إن القواعد نجحت في جميع دول منطقة اليورو، في تحفيز «تعبئة سياسية عامة صوب إصلاحات هيكلية وقدرات تنافسية أكبر». ورغم ذلك، لا يزال هناك في إيطاليا «مجال أكبر لتحرير سوق العمل»، بينما هناك حاجة «ملحة» في اليونان وأسبانيا لمزيد من الإصلاحات للقضاء على الجمود في قوانين العمل. وقال التقرير الذي أعده مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن فرنسا زادت موارد إيراداتها لتحسين ماليتها العامة، لكنها تحتاج أيضا لخفض الإنفاق.