ارتفعت خلال الساعات القليلة الماضية حدة التوتر على «جبهتي» الجولان، وجنوب لبنان، بعد قيام سلاح الجو الإسرائيلي بشن سلسلة «غارات وهمية» مكثفة على مناطق الجنوب اللبناني، امتدت إلى العاصمة بيروت، رافقها توغل بري لوحدة عسكرية إسرائيلية، لما بعد «خط الانسحاب»، داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن صافرات الإنذار انطلقت ظهر امس، في منطقة شمال هضبة الجولان، ما أثار حالة من القلق داخل المناطق الخاضعة للإدارة الإسرائيلية، إلى أن «تبين بعد فحص الموضوع، أن الأمر يعود إلى خلل فني في جهاز الإنذار»، دون أن تورد مزيداً من التفاصيل. من جانبه، أكد الجيش اللبناني أن «دورية راجلة تابعة للعدو الإسرائيلي»، قوامها خمسة عناصر، أقدمت على خرق خط الانسحاب، بالقرب من «بركة النقار» في منطقة شبعا، مشيراً إلى ان القوة الإسرائيلية حاولت «خطف أحد الرعاة اللبنانيين»، قبل أن تعود وتنسحب إلى داخل «الأراضي المحتلة.» ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن «مديرية التوجيه» أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة، «اتخذت التدابير الدفاعية اللازمة، وتجري متابعة الموضوع مع قوات الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان.» وذكرت الوكالة الرسمية اللبنانية أن «الطيران الحربي الإسرائيلي كثف من طلعاته الجوية في الجنوب، ليل نهار في الأيام الأخيرة»، ولفتت إلى أن طائرات إسرائيلية حلقت على علو متوسط في وقت مبكر من صباح الجمعة، في سماء القطاعين الأوسط والغربي، وفوق بلدات قضاء «بنت جبيل.» ولم يقتصر تحليق الطائرات الإسرائيلية على مناطق الجنوب، بل وصل أيضاً إلى مناطق تقع إلى الشمال من بيروت، حيث أفاد الجيش اللبناني، في عدة بيانات متتالية، بأن مجموعات من الطائرات الحربية التابعة ل»العدو الإسرائيلي»، دأبت خلال الساعات الماضية على خرق الأجواء اللبنانية من فوق البحر، مقابل مدينتي بيروت وجونية، حيث تقوم بتنفيذ «طيران دائري» فوق كافة المناطق اللبنانية، قبل أن تعود أدراجها. تزامن التصعيد الحدودي في جنوب لبنان، مع إعلان الجيش اللبناني أن وحدة تابعة لقوات الأممالمتحدة في لبنان، ستقوم في وقت لاحق من ظهر الجمعة، بتفجير لغمين أرضيين في محيط بلدة «ميس الجبل- الجنوب»، يُعتقد أنها من مخلفات العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة، بين الجيش الإسرائيلي و»حزب الله» منتصف عام 2006.