لم يكن اصدقاء عيسى صقر الصقر ذلك الفتى الاحسائي النحيل وذو الميول الفتحاوية يتوقعون ان يكون صاحبهم في يوم من الايام احد اهم نجوم الاغنية السعودية بل ولم يتوقع احد منهم ان يتحول عيسى صاحب الصولات والجولات في الملاعب الترابية وسط نخيل الاحساء الى افخم واعرق مسارح الاغنية الخليجية والعربية ، فعيسى الصقر والذي اصبح اليوم ينادى بالموسيقار رابح صقر عاش واحدة من اهم واجمل واروع القصص الاحسائية الشعبية والتي كان فيها نادي الفتح حاضرا في اهم مراحلها الاولى والتي شهدت البداية والانطلاقة ، وايضا التحول من مرحلة «عيسى» الى «رابح» . حي «المنقور» بالمبرز والذي تم تغيير اسمه مؤخرا الى حي «الفتح» شهد الكثير من المواقف والقصص الطريفة ، فرابح صقر الذي اصبح احد نجوم الطرب بالوطن العربي كان يحلم في طفولته بان يكون لاعبا في نادي الفتح ولكن ظروفه في تلك الفترة لم تكن تسمح له بالاستمرار في ممارسة اللعبة حتى هجر الملاعب وتحول للفن واقامة الجلسات الطربية الشعبية بالدمام والخبر والتي كانت تشهد في تلك الفترة حضورا اعلاميا كبيرا عززه تواجد عدد من الفنانين والملحنين والشعراء . وعلى الرغم من القصص الكثيرة التي يتداولها الرياضيون بالمنطقة الشرقية عن ارتباط اهل الفن بالرياضة مثل علاقة الفنان النجم راشد الماجد بنادي الاتفاق والذي شهد انطلاقته الفنية وكذلك الملحن ناصر الصالح في نادي الجيل والملحن صلاح الهملان في نادي النهضة وغيرهم من الفنانين والملحنين والشعراء الذين خرجوا للفن والشهرة من بوابة الرياضة ، على الرغم من كل تلك القصص الا ان علاقة رابح صقر بالفتح تعتبر مختلفة تماما والدليل على ذلك التواصل المستمر من قبل هذا النجم الاحسائي مع القائمين على النادي واصراره اكثر من مرة على تقديم الدعم في مختلف الالعاب وهي المبادرات التي يصعب ان تتكرر في ظروف كالتي عاشها الفتح في مواسمه الماضية . رابح صقر والذي يمتلك ملفا متكاملا من الصور والذكريات عن الاحساء والمبرز ومقر نادي الفتح القديم حيث طفولته ونشأته كان حاضرا وبقوة مع فريقه منذ البداية ، فعندما صعد الفتح لدوري الكبار اصر رابح صقر على الاجتماع مع اللاعبين والتحدث معهم كونه يعتبر نفسه جزءا من هذا الصرح الاحسائي الكبير ، ولعل كل ما دار بين رابح واللاعبين بالامس اصبح اليوم حقيقة فالفتح حقق الدوري ورابح كان عند وعده وقدم لهذا النموذجي اثنين من اهم الاعمال الغنائية الرياضية على مستوى الاداء والكلمة واللحن . وشهدت القنوات الفضائية الخليجية والإذاعات العربية طوال الايام الماضية عرضا متكررا للعملين اللذين قدمهما رابح للفتح مؤخرا من خلال اغنية (ياللي قلبت الطاولة) من كلمات الشاعر عبدالله ابو راس والحان ناصر الصالح ، واغنية (يا عساهم يشرقون) من كلمات فيصل اليامي والحان رابح صقر .