يزخر الوطن بالآلاف من الرجال المخلصين الذين بذلوا الكثير من أجله وأتحدث اليوم عن شخص آثرت ألا أتحدث عنه وهو في المنصب مع انه يستحق الاطراء والثناء. وبلا شك فان الحديث يتشعب عندما تتناول شخصية مثل شخصية الدكتور يوسف الجندان مدير جامعة الملك فيصل السابق . ولكنني سأتناول الموضوع بما تسمح به مساحة الزاوية . الدكتور يوسف الجندان أستاذ جامعي متميز في كلية الطب ومستشفى الخبر الجامعي قبل أن يتم تعيينه مديرا للجامعة . كان بارزا في عمله كما يشهد بذلك طلابه ومراجعو المستشفى . تميزه ابتسامة رقيقة تنم عن حس إنساني رفيع . لم يغيره المنصب فبقي محافظا على ابتسامته وأدبه الرفيع مع من يتعامل معه . وإدارة الجامعات كما نعرف من أصعب أنواع الإدارات فالجانبان الإداري والأكاديمي يتداخلان بشكل عجيب وتظهر مهارة مدير الجامعة في ممارسة الإدارة بما يضمن التطور الأكاديمي ومراعاة مصالح الطلاب . حدثني بعض طلابه عن تفاعله مع قضاياهم الخاصة التي كانت تقف عائقا أمام تحصيلهم العلمي حتى تمكنوا من اجتياز هذه العوائق وأصبحوا في مراكز مرموقة . وكان الدكتور الجندان يمارس هذا الدور بشكل ساعد على تطور الجامعة وزيادة أقسامها وتضاعف عدد الطلاب والطالبات فيها حتى بات حتميا فصلها إلى جامعتين . قضى سنوات وهو ينتقل بانتظام بين شطري الجامعة في الدمام والأحساء دون أن يخلّ بواجب رسمي أو مشاركة اجتماعية . حدثني بعض طلابه عن تفاعله مع قضاياهم الخاصة التي كانت تقف عائقا أمام تحصيلهم العلمي حتى تمكنوا من اجتياز هذه العوائق وأصبحوا في مراكز مرموقة . بالتأكيد هذا واجبه ومهمته الأساسية ولكنه من خلال تجربتي في التعامل معه كان يمارسها بحس إنساني رفيع . كان يبهرني بذكائه وحضور ذهنه عندما يُطرح موضوع يتعلق بالجامعة في اجتماع رسمي فهو يتعايش مع كثير من التفاصيل ويبني عليها كثيرا من قراراته . الجامعات تبقى دلالات واضحة على تطور أي امة خاصة اذا قادها من يحمل في ذاته الاخلاص والحب للوطن ، ولعلي اشيد ما دام الأمر في سياق الحديث عن الجامعة بما سبق أن بذله الدكتور محمد سعيد القحطاني مدير الجامعة الأسبق في سبيل بناء الجامعة منذ أيامها الأولى وأتفاءل بوجود الدكتور عبدالعزيز ساعاتي على رأس الجامعة فهو لا يقل فضلا ولا قدرات . Twitter : h_aljasser