أقر مسؤولون ماليون من أنحاء العالم هدف البنك الدولي بالقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030 وأكدوا ضرورة أن ينصب الاهتمام على ضمان استفادة الفقراء من النمو القوي والرخاء المتزايد في الدول النامية. وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، عقب اجتماع لجنة التنمية بالبنك في واشنطن «لأول مرة في التاريخ نلتزم بوضع هدف للقضاء على الفقر، ولم يعد تحرير العالم من الفقر مجرد حلم، بل حددنا مهلة نهائية للقضاء عليه». ويرمي الهدف الموضوع لخفض نسبة من يعيشون في فقر مدقع إلى 3% على مستوى العالم ويستهدف أفقر 40% من سكان كل دولة نامية على حدة. وتنمو الاقتصادات النامية بنحو 6% سنوياً، وتنتشل في كل عام الملايين من الفقر ما يساعد في تكوين طبقة وسطى جديدة على مستوى العالم. وقالت لجنة التنمية لدى البنك الدولي «ندرك أن النمو الاقتصادي المستدام يحتاج للحد من التفاوت، والاستثمارات التي تهيئ فرصاً لجميع المواطنين ودعم المساواة بين الجنسين، هدف مهم في حد ذاته، فضلاً عن كونه جزءاً لا يتجزأ من تحقيق الرخاء». ويسعى الهدف الجديد لتوجيه أعمال البنك الدولي، ويتزامن مع جهود الأممالمتحدة لوضع استراتيجية لمكافحة الفقر لما بعد عام 2015 تحل محل الأهداف الحالية. وأظهرت أحدث أرقام أصدرها البنك الدولي الأسبوع الجاري، أن نسبة الفقر في العالم انخفضت إلى 21% في 2010 من 43% عام 1990، ويتركز معظم الفقراء حالياً في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى وجنوب آسيا، في حين نجحت الصين في خفض نسبة الفقر المدقع. وقال كيم إن الوزراء بحثوا التغيرات المناخية والحاجة لمزيد من الاستثمارات في الصحة والتعليم في حين قالت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إن أفضل فرصة لمكافحة الفقر المدقع هي الفترة التي تسجل خلالها الاقتصادات النامية نمواً قوياً. وأضافت أن التعافي الاقتصادي العالمي يسير بسرعة كبيرة، بفضل نمو قوي في اقتصادات ناشئة ونامية، موضحة أن صندوق النقد الدولي سيعزز استشاراته للدول النامية، بشأن السياسات الخاصة بالموارد الطبيعية، وتوفير فرص عمل وتطوير القطاع المالي ودعم السلع والاحتياجات الأساسية.