في اليوم الثالث من صدور الأمر السامي الكريم بتعيين المهندس محمد السويكت رئيسًا عامًا للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية وفي اليوم الثاني من جلوسه على رأس الهرم الإداري للمؤسسة يجد المهندس السويكت أمامه هذا المقال وملفًا كبيرًا من العمل لهذا الناقل القديم الجديد ذي الأهمية البالغة للمواطنين وذوي الأولوية المتقدمة لوزارة النقل ذلك أن السكة الحديد التي استمرت تراوح لأكثر من خمسة عقود في نطاق إقليمي محدود لسكة عتيدة تربط بين الرياضوالدمام مرورًا بالأحساء لم تعُد اليوم كذلك بل أصبحت شبكة خطوط طويلة وواسعة تخدم مدن المملكة ومحافظاتها ومناطقها المختلفة. والحق أن معالي المهندس السويكت يحمل سجلًا مبهرًا خاصة في عمله وكيلًا مساعدًا في وزارة النقل للشؤون الفنية ومشرفًا عامًا على إدارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية إذ كان الرجل يتميّز بالدينامكية والإخلاص في عمله ولعل اللافت في عمل الرجل رغم قِصر الفترة التي أشرف فيها على الطرق والنقل بالشرقية أنه لم يكن يتابع المشاريع على مكتبه الوثير بل كان يقف شخصيًا على مواقع العمل ويتابع بنفسه الشركات والمؤسسات المنفذة وكثيرًا ما نقلت له الصور وهو يتصفح خرائط المشاريع مع المقاولين في الطرق النائية والصحاري البعيدة. لعل من الكوميديا السوداء ما أضافه القراء من تعليقات على خبر اصطدام القطار، فمنهم من قال: (سلم لي على القطار اللي وجهه من الفيبر) وآخر تساءل فقال: (وبعدين مع هذا القطار النحس).. أما أطرف التعليقات ولكنه أشدها تأثيرًا، إذ قال أحدهم: (سلامات ..عسى البعير ما تعور)!!. ولا أدري إن كان من سوء حظ معالي المهندس السويكت أم من حسن الحظ أن يأتي على كرسي المؤسسة بعد أقل من أسبوع على حادث القطار الجديد الذي حدث يوم الثلاثاء الفائت في قطار الركاب رقم 2 المتجه شرقًا من الرياض إلى الدمام وعلى متنه 150 راكبًا حيث اصطدم القطار بجمل صادف وجوده على الخط الحديدي أثناء مرور القطار وكما أوضح الناطق الإعلامي بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن الحادث وقع عند الكيلو 145 – 146 قبل محطة الهفوف بستة كيلو مترات طبعًا القطار واصل رحلته حسب البيان ولم يصب أي من الركاب أو طاقم القطار بأي أذى. ونحمد الله على أن سلم ركاب القطار جميعًا لكن ما تناقلته المواقع الإلكترونية من صور للقطار بعد الحادث خاصة مقدمة القطار يعطي مؤشرًا خطيرًا يدعونا لفتح ملف هذه القطارات الأسبانية الجديدة التي فشلت مع أول تجربة بعد استخدامها والتي أثارت ضجة إعلامية هائلة حولها آنذاك وبعد ان توقفت هذه القطارات وأعيدت صيانتها لتتوافق مع أجوائنا القاسية وإصلاح الخلل الذي كان يسبب توقفها الدائم وتعطلها المستمر ها هي تعود للعمل من جديد ولكن لتظهر لنا مشكلة أخرى لم تكن في الحسبان، ذلك أن مَن شاهد كيف تهشمت مقدمة القطار بسبب اصطدامها بجمل يدعونا للتساؤل مرة اخرى عن أهلية هذه القطارات ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس الدولية خاصة مواصفات الأمن والسلامة فتهشّم مقدمة القطار ك (البسكويت) وبذلك الشكل الغريب يدعونا للتساؤل مرة أخرى: ألهذا الحد يكون هيكل القطار هشًا وضعيفًا؟! وكيف بلغت التلفيات في القطار هذا الحد من اصطدام بجمل سائب لم يكن فيه القطار مسرعًا كما ورد في بيان السكة الحديد؟ ماذا لا قدر الله لوكان القطار مسرعًا وكان العابر للسكة شاحنة كبيرة كيف سيكون الحال وكيف ستكون النتيجة؟. ويبدو أن الأيدي والأنامل الاسبانية الناعمة التي صنعت هذه القطارات واعتادت على منتجعات فالنسيا وجزر البليار والكناري لم تتعوّد على شمسنا الحارقة ولم تعرف صعوبة صحرائنا القاحلة الحارقة في الربع الخالي والدهناء حين تتحوّل ذرات الرمل في الظهيرة الى ما يُشبه الجمر الملتهب. ولعل من الكوميديا السوداء ما أضافه القراء من تعليقات على خبر اصطدام القطار، فمنهم من قال: (سلم لي على القطار اللي وجهه من الفيبر) وآخر تساءل فقال: (وبعدين مع هذا القطار النحس) أما أطرف التعليقات ولكنه أشدها تأثيرًا، إذ قال أحدهم: (سلامات.. عسى البعير ما تعور)!!. twitter: @waleed968