تبني المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين علاقات ثنائية تسمو عن العلاقات الدبلوماسية التقليدية بين الدول التي تقوم على المصالح وتبادلات المنافع وحدها، إلى علاقات أخوية متبادلة وتتعانق مع العلاقات الأسرية ووشائج القرابة التي تنسج بين الشعبين. وقال رئيس وزراء البحرين سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أثناء زيارته إلى المملكة يوم أمس، إن «علاقة بلدينا الشقيقين لها طابعها الخاص والمميز يدعمها تاريخ عريق يشهد على الازدهار الذي تشكله هذه العلاقة عبر محطاتها التي تضيء تاريخ البلدين». مشدداً على أن قادة البلدين يحرصون على تطور هذه العلاقات وترسيخها. وسمو الأمير خليفة، في تصريحه، يذكر الشعبين أن العلاقات بين البلدين ليست علاقات مصلحية بقدر ما هي علاقات تنسجها وشائج القربى والتاريخ وتمازج الشعبين، والاتصال الجغرافي وأدبيات الجوار، إضافة إلى المصالح والتحديات المشتركة. ولكل ذلك فإن المملكة لا تدخر وسعاً في دعم البحرين ومساعدتها في كل شأن، وتقديم أثمن الهدايا للبحرين بلا منة أو تمنن، ومثل ذلك المدينة الطبية التي تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتشييدها في البحرين، وهي مدينة ستقدم خدمات نوعية متقدمة للأشقاء في البحرين وذلك ما يسرنا ومحل فخرنا، إضافة إلى ان المملكة هبت للاستجابة لطلب الحكومة البحرينية للمساعدة العاجلة الحازمة الجازمة عام 2011 حينما بدأت قوى الشغب المحلية في تنفيذ المؤامرة الأجنبية لاحتلال البحرين أو تخريبها ونشر الفتن والفوضى في ربوعها وهدم المكتسبات التي حققها الشعب البحريني على مدى عقود من الجهد والتعب والتطلع. وبفضل من الله، وثم حكمة قيادة البحرين وبجهد من المملكة ودولة الإمارات، استطاعت البحرين الانتصار على فتنة الشر وإبطال المؤامرة التي خططت طهران لتنفيذها في البحرين. وكانت هذه المبادرة السعودية الإماراتية والنجاح الباهر في وأد الفتن في مهدها وقبل أن تتفشى، سبباً في دعوة خادم الحرمين الشريفين لإخوانه قادة دول مجلس التعاون إلى التفكير بتحول المجلس إلى كيان اتحادي، مما يكفل لدوله أن تكون أكثر صلابة وتماسكاً وتنسيقاً وقدرة على التصدي للتحديات وتدخلات الدول المشاغبة التي تجد في فردية دول المجلس الكثير من الثغور والمطامع. ويدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين أنها مطلب شعبي خليجي استمر حلماً لثلاثة عقود ومنذ أول مؤتمر تأسيسي للمجلس. ذلك أن الوحدة الخليجية لا ترعى مصالح دول بقدر ما تحمي هوية وطنية واحدة وشعبا واحدا تقريباً ومكتسبات خليجية ثمينة أنفق الخليجيون عشرات السنين على تأسيسها وبنائها وتشييدها، ولا يمكن تركها عرضة لمزاجيات المقامرين والمشاغبات الإقليمية والدولية.