مع اشتداد معركة دمشق وريفها، أظهرت صور نشرت على الإنترنت لجوء النظام السوري إلى بناء تحصينات تشبه جدار الفصل العنصري الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية لحماية مقراته، من بينها جدار أمام فرع جهاز الأمن الجنائي في وسط العاصمة دمشق. وتتصاعد المعارك على أعتاب دمشق، فيما يواصل مقاتلو الجيش الحر تقدمهم في أحيائها الجنوبية. وتعد جوبر والقابون والحجر الأسود محاور ثلاثة تشهد أعتى المعارك بين الجانبين، حيث يحاول الثوار التقدم منها باتجاه دمشق، بينما يستميت النظام لردع اقتحام قد يكون الفصل الأخير من فصول حكمه. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عشرة أشخاص - بينهم أطفال - قتلوا وجرح عشرات فجر امس جراء قصف قوات النظام لحي الحجر الأسود في العاصمة دمشق بصاروخ غراد، بينما يتقدم مقاتلو الجيش السوري الحر نحو مواقع عسكرية حساسة في محافظة حلب. وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر انتشال طفل من تحت أنقاض منزل دُمر جراء سقوط صاروخ غراد على حي الحجر الأسود. وقد قصفت قوات النظام فجر امس أيضا منطقة مخيم اليرموك في دمشق بصواريخ أرض - أرض. قتال ضار من جهة أخرى خاض الجيش الحر قتالا ضاريا في عدة أحياء من دمشق أكد أنه استطاع خلاله صد جنود النظام، لاسيما في حييْ جوبر والقابون. كما قال إنه استهدف مطار دمشق الدولي براجمات الصواريخ. في غضون ذلك أصبح عناصر الجيش السوري الحر على تخوم «معامل الدفاع» -التي يعتقد بأن أسلحة كيميائية مختلفة تصنع داخلها- قرب مدينة السفيرة في ريف حلب، وذلك بعد أن بسطوا سيطرتهم على تلك المدينة. قصف وتصد وتصدى الثوار لمحاولة قوات النظام اقتحام حي الشيخ مقصود بحلب، وخاضوا معارك في حي الميدان ومحيط مبنى المخابرات الجوية، كما استهدفوا مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري بالقذائف، واقتحموا نقطة عسكرية لقوات النظام في جبل الأرصاد مع سيطرتهم على بعض النقاط العسكرية في رحبة التسليح. وقال المجلس العسكري لدمشق وريفها إن الجيش الحر استهدف مطار دمشق الدولي براجمات الصواريخ. كما شهد محيط سوق الهال في منطقة الزبلطاني اشتباكات مع قوات النظام، وامتدت الاشتباكات إلى مخيم اليرموك وحي تشرين، بينما دمر الثوار دبابة على طريق المتحلق الجنوبي. وقالت الناشطة ريم الدمشقي في اتصال للجزيرة إن دمشق وريفها شهدت الاثنين أربع مجازر جراء القصف المتواصل، وأوضحت أنه تم العثور على ست جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في سيدي مقداد، بينما لا يزال نحو مائة جريح ينتظرون فرصة للعلاج بحي مخيم اليرموك في ظل افتقار المشافي الميدانية إلى وسائل العلاج. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشطين أن قوات الأمن اعتقلت عددا من المشرفين والعاملين في فندق ببلدة بلودان في ريف دمشق بعد تحوله إلى ملجأ للعائلات النازحة من بلدة الزبداني التي تعد واحدة من أكثر المناطق الملتهبة في المنطقة. والى الجنوب من دمشق، افاد المرصد عن «استشهاد اربعة مواطنين من عائلة واحدة هم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات واخته التي تبلغ الخامسة، ووالدتهما وجدتهما، اثر القصف الذي تعرضت له بلدة المقيليبة». كذلك، افاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند اطراف بلدة زملكا» شرق العاصمة، في حين تعرضت مناطق في جنوب مدينة دوما لقصف من القوات النظامية. مارس الاكثر دموية وأشارت هيئة سورية معارضة، إلى أن شهر مارس الفائت، كان الأكثر دموية منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، حيث سقط ما يزيد عن ستة آلاف قتيل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن حصيلة قتلى الشهر توزعت على الشكل التالي: 3480 من القتلى المدنيين بينهم 298 طفلاً و291 امرأة، بجانب 1400 من المقاتلين الثوار، و1464 قتيلاً بين صفوف القوات الموالية للنظام، و387 قتيلا مجهول الهوية، علاوة على 588 مقاتلاً مجهولي الهوية.