شعارات متنوّعة ووعود كثيرة وآمال كبيرة تستقبلك عند دخولك إلى مكان انعقاد القمة العربية العادية الرابعة والعشرين التي انطلقت اجتماعاتها التحضيرية في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار «الأمة العربية.. الوضع الراهن وآفاق المستقبل». وتحمل هذه الشعارات هموم الشارع العربي وربيعه، فالمواطن العربي من المحيط إلى الخليج فقد الثقة على ما يبدو في قمم لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ولو أن هذه القمم مثمرة وفق صحفي صيني مشارك في تغطية فعاليات القمة، لما ثار الشعب وقرر أخذ المبادرة مؤكدُا أن «الأمر لي». وستكون الثورة السورية نجم القمة من دون منازع، والحديث هنا يدور حول إمكانية منح المعارضة السورية بعد تسميتها غسان هيتو رئيسًا للحكومة الانتقالية، مقعد سوريا بالجامعة العربية. كما سيؤدي تباين موقف الدول المشاركة في القمة من الثورة السورية إلى إثارة نقاش واسع. السلام والاستيطان ومن سوريا إلى القضية الفلسطينية التي أكدت القمة في أحد شعاراتها أنها ستكون صوت الحق مع شعبها، وستأخذ عملية السلام والاستيطان وقعًا متقدمًا في الحوار، بالإضافة إلى حال دول الربيع العربي التي ما زالت تعاني من مخاض عسير يُؤخر التقدم نحو مرحلة جديدة. واستلهمت هذه القمة بحسب تقرير ل»الجزيرة نت» من الربيع العربي شعارات جديدة «كغدٍ أفضل للشعوب العربية» وكررت شعارات القمم السابقة «كتعزيز وتفعيل دور العمل العربي.. والتضامن والتكامل سبيل نهضة الأمة». ويقول أحد أعضاء الوفود المشاركة - طلب عدم الإفصاح عن اسمه - إن القمة استثنائية في التوقيت خصوصًا أن العالم العربي يمرّ بما سمّاها الظروف الدقيقة وغير المسبوقة في تأسيسه. وفي تصريحه للجزيرة نت أضاف إن العالم العربي يشتعل، ففي سوريا «عداد القتل لا يتوقف» ومصر تمرّ بأزمة سياسية واقتصادية خانقة ستترك تداعيات كبيرة على مستقبل البلاد، أما تونس التي تتخبّط بأزمات سياسية واقتصادية فما زالت تغرق في «عدم الاستقرار كي لا نقول الفوضى» واليمن وليبيا حالهما ليس بأفضل من دول الربيع العربي. وخلص إلى أن على القادة اتخاذ قرارات ترقى لمستوى هذه التحديات ومواكبة نبض الشارع وثوراته، وإلا سيكونون هم «في واد والشعب في واد آخر». ورغم هذا التشاؤم الذي عبّر عنه هذا المسؤول فإن عضوًا بوفد آخر يقول إنه رغم «السقطات المتتالية» للقمم العربية وعدم الارتقاء لمستوى الشعب فإن الربيع العربي قد أعطى أملًا بوجود مَن يريد التغيير ويؤمن به ويسعى إليه. تحمل هذه الشعارات هموم الشارع العربي وربيعه، فالمواطن العربي من المحيط إلى الخليج فقد الثقة على ما يبدو في قمم لا تسمن ولا تغني من جوع، ولو أن هذه القمم مثمرة وفق صحفي صيني مشارك في تغطية فعاليات القمة، لما ثار الشعب وقرر أخذ المبادرة مؤكدًا أن «الأمر لي» تعقيدات كبيرة ويشرح صحفي ليبي أن وضع بلاده الأمني يتحسّن تدريجيًا خصوصًا أن العقيد الراحل معمر القذافي دمّر الدولة بشكل كامل، وأضاف إن الوضع الليبي يختلف عن باقي دول الربيع العربي، ففي تونس ومصر هناك جيش، أما القذافي فقد شكّل فرقًا مرتزقة تأتمر بأمره وحين رحل لم يترك شيئًا وراءه. ويُبدي أحد الصحفيين اللبنانيين تخوفه من تفجّر الوضع الأمني جراء انعكاسات الثورة السورية، مشيرًا إلى تدهور الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ومحمّلًا ذلك وفق رأيه لأكثر من «مليون» لاجئ سوري يشكّلون وفقًا لوصفه «قنبلة موقوتة لا يعرف أحد متى وكيف ستنفجر». ويلفت أحد الصحفيين المصريين إلى أن البلاد لا تلبث أن تخرج من أزمة لتدخل بأخرى، معتبرًا أن ذلك قد يودي بمصر لانقسام خطير يضرب النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية التي طالما شكّلت وحدتها نقطة قوة في بلاد النيل. ومع اكتمال الاستعدادات أضحى كل شيء جاهزًا لاستقبال الحدث السياسي العربي، وقد وفرت اللجنة المنظمة مركزًا إعلاميًا كبيرًا يتسع لعشرات الإعلاميين لضمان نقل المعلومات لجهات العالم الأربع. واللافت أن حديث الصحفيين لم يعُد يتمحور حول الزعماء ومواعيد وصولهم أو عمّن يشارك وعلى أي مستوى، فالاهتمام انتقل للشارع الذي أصبحت مطالبه وتطلعاته هدف الإعلام.