شيعت جماهير غفيرة الاربعاء الشهيد محمود الطيطي إلى مقبرة مخيم الفوّار جنوب الخليل جنوب الضفة المحتلة. ووصل جثمان الشهيد إلى منزل ذويه بالمخيم، قبل نقله خلال مسيرة حاشدة إلى مقبرة المخيم، وسط هتافات وشعارات غاضبة، مطالبة بالانتقام لدماء الشهداء. وأغلقت قوات الاحتلال مداخل المخيم وانتشرت بكثافة في مناطق مختلفة حوله، تحسبا لاندلاع مواجهات مع الجماهير الغاضبة. ونعت حركة حماس الشهيد الطيطى الذي ارتقى مساء الثلاثاء عند اقتحام آليات الاحتلال لمخيم الفوار، وقالت إنه نموذج لشباب «حماس» في الضفة من العطاء والمعاناة حيث كان له وقفته بجانب الأسرى ونشط في الدفاع عن قضيتهم. وأضافت أن للشهيد الطيطي ويبلغ من العمر 25 عاما فصولا من المعاناة من الاعتقالات والاستدعاءات من قبل أجهزة السلطة، وما زالت بطاقته الشخصية محتجزة لدى الجهاز الوقائي وكان على موعد مع محاكمة بعد أيام. ونشأ الشهيد وترعرع في مساجد مخيم الفوار، وهو طالب إعلام في كلية العروب، وأسير محرر أمضى قرابة ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، وهو أيضا مدير الحراك الشبابي للأسرى المحررين في الضفة، ومن أبرز النشطاء الشباب في حراكات وفعاليات التضامن مع الأسرى. وتعرّض الشهيد للاعتقال والاستدعاء عدة مرات من قبل أجهزة أمن السلطة في الخليل، وقد أفرج عنه جهاز الوقائي من آخر اعتقال قبل عدة أيام فقط، ولديه محكمة بداية الشهر القادم. وأصيب الشهيد برصاصة متفجرة من نوع «دمدم» في رأسه، واستشهد بعد وقت قصير من دخوله غرفة العمليات في مستشفى أبو الحسن القاسم في يطا. وعلم أن المواجهات وقعت نتيجة دخول قوات الاحتلال إلى مخيم الفوار بذريعة إلقاء زجاجة حارقة على مركبة إسرائيلية، ووقعت مواجهات في المخيم بين قوات الاحتلال وبين الشبان الفلسطينيين الذين قاموا برشق قوات الاحتلال بالحجارة، وبحسب مصادر فلسطينية فإن قوات الاحتلال ردت بإطلاق الغاز المدمع والرصاص الحي. وأشار إلى أن شرطة الاحتلال فرضت إجراءات أمنية مشددة على بوابات الأقصى، وكثفت من تواجدها داخل ساحاته من أجل حماية هؤلاء المستوطنين، لافتًا في ذات الوقت إلى تواجد المصلين والمرابطين داخل الأقصى من أجل الدفاع عنه. وشهد باب الزاوية وسط الخليل مواجهات عنيفة امس، كما اندلعت مواجهات أخرى في مخيم العروب للاجئين، عقب تشييع الشهيد الطيطي. وكان عشرات الشبان وطلبة المدارس قد رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة على مدخل المخيم، حيث البرج العسكري القائم لقوات الاحتلال قرب مدخل مخيم الفوار. وأطلق جنود الاحتلال القنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي صوب الشبان الفلسطينيين، دون البلاغ عن اعتقالات حتى اللحظة. وفي نفس السياق هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء بيوت وخيام أهالي قرية العراقيب بالنقب المحتل جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 للمرة ال 48 على التوالي. وزعمت سلطات الاحتلال أن الهدف من إخلاء القرية هو إقامة غابة السفراء التي يتم دعمها من قبل مؤسسات وجمعيات إسرائيلية وغربية على حساب سكان العراقيب الذين لا يزالون يعيشون تحت وطأة الهدم المستمر حيث يعيدون بناء بيوتهم الخشبية والخيام بعد كل مرة يتم هدمها. وأكدت الحركة الإسلامية في النقب في بيان لها أن هذه العمليات التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية تجاه أهل النقب لن تردعهم وتثني عزمهم عن مواصلة التشبث بحقهم في العيش على أرضهم والدفاع عنها بكل الطرق والوسائل الممكنة. ودعت الحركة أصحاب الأراضي وملاكها إلى التوحد والتماسك أمام مخططات الترحيل وعدم الانجرار وراء الوعود المخادعة التي تطلقها المؤسسة الإسرائيلية تحت مسميات حل مشاكل البدو في النقب. عبدالكريم عتايقة، القيادي في التجمع، أكد على أن هذه الاعتدءات المتواصلة التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية تجاه أهل النقب لن تردعهم أو تثني عزمهم عن مواصلة التشبث بحقهم في العيش على أرضهم والدفاع عنها بكل الطرق والوسائل المتاحة. ودعا العتايقة أصحاب الأراضي والأهالي إلى التكاتف والتماسك أمام مخططات الاقتلاع والترحيل وعدم الانجرار وراء الوعود المخادعة التي تطلقها المؤسسة الإسرائيلية تحت مسميات وذرائع حل مشاكل البدو في النقب. وفي القدسالمحتلة اقتحم مستوطنون متطرفون صباح امس الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية. وقال المختص في شؤون القدس جمال عمر «إن عشرات المستوطنين اقتحموا منذ ساعات الصباح باحات الأقصى على شكل مجموعات وبحماية من الشرطة، وهم يتجولون في باحاته ويؤدون بعض الصلوات التلمودية. وأشار إلى أن شرطة الاحتلال فرضت إجراءات أمنية مشددة على بوابات الأقصى، وكثفت من تواجدها داخل ساحاته من أجل حماية هؤلاء المستوطنين، لافتًا في ذات الوقت إلى تواجد المصلين والمرابطين داخل الأقصى من أجل الدفاع عنه. وأوضح أن حالة من التوتر والغضب الشديدين سادت باحات الأقصى، خشيةً من تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى في الأيام القادمة، وخاصة يوم الجمعة، مبينًا أن الإسرائيليين يستغلون انشغال العرب بأوضاعهم الداخلية، ويُسارعون في تقسيم الأقصى وفرض سيطرتهم الكاملة عليه. وذكر عمر أن شرطة الاحتلال لا تزال تمنع العديد من طالبات العلم من دخول المسجد الأقصى، كما سلمتهم قرارًا بالإبعاد عنه، إلا أنهن رفضن التوقيع عليه. يذكر أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى ازدادت في الآونة الأخيرة، وصعّدت من حالة التوتر بين قوات الاحتلال المتواجدة في المكان وطلاب وطالبات مشروع مصاطب العلم، ضمن سياسة إسرائيلية عنصرية لتهويد المدينة المقدسة.