قبل أكثر من ثلاثين عاما مضت وعندما لاحظ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع كثرة أعداد مرضى الفشل الكلوي الراغبين السفر الى خارج المملكة لإجراء عمليات زراعة الكلى ونظرا لما يتكبده هؤلاء المرضى ومرافقوهم من مشقة السفر وعناء الغربة وطول فترة الانتظار للحصول على الكلية المطلوبة إضافة الى التكاليف الباهظة التي تصرفها الدولة على علاجهم ، عندما لاحظ سموه الكريم هذه المعاناة رأى ان يتم إنشاء مركز وطني تكون مهمته الاساسية متابعة مرضى الفشل الكلوي بكافة جوانبها ولتطوير برنامج وطني لزراعة الكلى ولقد تكللت مساعي سموه الكريم بالنجاح وذلك بصدور الأمر السامي الكريم رقم 7/1561/م في 19/5/1404 ه بإنشاء المركز الوطني للكلى. نعم لقد بدأت زراعة الكلى في المملكة قبل ذلك التاريخ حيث كانت اول زراعة للكلى في عام 1979 م في مستشفى القوات المسلحة بالرياض ثم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لكن كانت الكلى المزروعة من قريب حي ولم تكن من متبرع متوفى. بدأ المركز الوطني للكلى عمله من مقر مؤقت مرضى الفشل الكلوي الراغبين السفر الى خارج المملكة لإجراء عمليات زراعة الكلى ونظرا لما يتكبده هؤلاء المرضى ومرافقوهم من مشقة السفر وعناء الغربة وطول فترة الانتظار للحصول على الكلية المطلوبة إضافة الى التكاليف الباهظة التي تصرفها الدولة على علاجهم ، عندما لاحظ سموه الكريم هذه المعاناة رأى ان يتم إنشاء مركز وطني تكون مهمته الاساسية متابعة مرضى الفشل الكلوي بكافة جوانبها ولتطوير برنامج وطني لزراعة الكلى ولقد تكللت مساعي سموه الكريم بالنجاح وذلك بصدور الأمر السامي الكريم رقم 7/1561/م في 19/5/1404 ه بإنشاء المركز الوطني للكلى في عمارة العقارية بشارع الستين بمدينة الرياض وبدأ الترتيب والاعداد لبداية عهد جديد في زراعة الكلى من المتبرعين بعد الوفاة و كأي عمل كانت البداية صعبة لكن كان وراءها رجال مخلصون يزرعون لتقطفون ومن خلفهم كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يتابع ويسأل عن كثب ولازلت أذكر في أحد الاجتماعات الدورية بالمركز الوطني للكلى في عام 1986 م الذي كان يترأسه معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم في ذلك الوقت حيث قال موجها كلامه للمجتمعين : لقد استدعاني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وقال لي « لقد عملنا لكم المركز الوطني للكلى ووفرنا لكم ماتريدون من امكانيات مالية وبشرية ولكم سنتين تعملون ولم نر اي نتيجة فلماذا لم يبدأ برنامج تبرع الكلى بعد الوفاة ؟؟ « ولقد وعدت سموه بأن يرى الثمرة قريباً لذلك فإني ارجو ان نكتفي بما تم الاعداد له وان نبدأ برنامج زراعة الكلى من المتوفين ولم يمضي على هذا الاجتماع عدة شهور إلا وبدأ البرنامج وبدأ التبليغ عن الوفيات الدماغية وبدأت الفرق الطبية تستأصل الاعضاء من المتبرعين بها بعد الوفاة وبدأ عهد جديد في زراعة الكلى بالمملكة . بعد هذه الجهود والسنوات الطويلة التي تلت انشاء المركز الوطني للكلى وتأسيسه ووضع السياسة العامة لبرنامج زراعة الاعضاء في المملكة من قبل اللجان العلمية المتخصصة اصبح المركز الوطني مسئولا عن متابعة هذه السياسات وتطبيقها على ارض الواقع بالتعاون مع جميع مستشفيات المملكة. ومع تعدد نشاطات المركز واتساع خدماته لتشمل زراعة الاعضاء المختلفة فلقد صدر الأمر السامي الكريم رقم 80 في 20/6/1413 ه بتغيير مسمى المركز من المركز الوطني للكلى الى المسمى الجديد « المركز السعودي لزراعة الاعضاء». هذا الاسبوع عقد في الرياض مؤتمر عالمي لبحث المستجدات في زراعة الاعضاء نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بالمشاركة مع المركز السعودي لزراعة الاعضاء ولقد استمعت الى كلمة المدير التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وفرحت فرحاً شديدا وانا استمع الى الإنجازات التي حققها هذا الصرح الطبي العظيم في مختلف التخصصات الطبية التي لاتقل بل تضاهي انجازات المراكز العالمية اما ما سمعته من انجازات في زراعة الاعضاء فلقد جعلني اذرف دمعة الفرح والسرور لما تحقق للوطن من رقي وتقدم فها هي الثمرة الواحدة تلو الاخرى تُجنى عاماً بعد عام ففي العام المنصرم 2012 م قامت مؤسسة الملك فيصل بمستشفياتها في الرياضوجدة بإجراء سبعمائة وستين (760) عملية زراعة؛ منها مائة وسبعة وستون (167) عملية زراعة نخاع عظم للكبار، ومائة وثمانية وستون (168) عملية زراعة نخاع عظم للأطفال، ومائتان وواحدة وستون (261) عملية زراعة كلى، ومائة وعملية واحدة (101) لزراعة الكبد، وتسع عشرة (19) عملية زراعة قلب، وأربع عشرة (14) عملية زراعة رئة، وثلاثون (30) عملية زراعة عظم.. وكانت نسبة نجاح هذه العمليات – ولله الحمد – مماثلة للمراكز العالمية. وقد ارتفع عدد عمليات زراعة الأعضاء بنسبة أربعة وثمانين بالمائة (84%) في عام ألفين واثني عشر (2012م) عن عام ألفين وخمسة (2005م). المؤتمر كان روعة في الاعداد والمحتوى يشكر من قام عليه لكن كان ينقصه لمسات من الوفاء فكثير من الرواد الاوائل في زراعة الكلى قد غابوا عن المؤتمر وعلى رأسهم من قام بزراعة اول كلية في المملكة قبل 34 سنه وهم الدكتور عبدالله السياري والدكتور كتاب العتيبي. أتمنى على وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة ثم من الدكتور فيصل شاهين المدير العام التنفيذي للمركز السعودي لزراعة الاعضاء، الوجه المحبوب الذي استطاع ان يجمع هذه التخصصات المختلفة تحت سقف واحد ويدير دفة المركز بكل جدارة ان يقوما بترتيب يوم للوفاء يُكرمُ الوطن فيه كُل من كان خلف هذه الانجازات وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والرئيس الفخري للمركز السعودي لزراعة الاعضاء وابناؤه الكرام صاحب السمو الملكي الامير فهد بن سلمان رحمه الله وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كلانا». Twitter: @IssamAlkhursany