فيما تبقى خمسون يوماً تقريباً على إجراء الانتخابات البرلمانية فى مصر، أوضح رئيس لجنة الانتخابات أن اللجنة مازالت تعقد اجتماعات يومية مع أعضائها من أجل الترتيب والتنظيم للانتخابات البرلمانية التى دعا إليها الرئيس محمد مرسي على أربعة مراحل بداية من 22 أبريل المقبل. وأشار المستشار سمير أبو المعاطى، رئيس لجنة الانتخابات البرلمانية، إن اللجنة تعمل على توفير متطلبات الانتخابات بما فيها توفير قاض لكل صندوق إعمالاً لنص المحكمة الدستورية وقانون الانتخابات، موضحاً أن اللجنة لم تضع حتى الآن المواعيد النهائية الخاصة بإجراءات العملية الانتخابية، وذلك بحسب تصريحات صحفية. اتهامات متبادلة وبينما كان القيادى الاخوانى، حمدى إسماعيل، قد أشار أول امس أن حزب الوفد سيتراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات بداعى أن تاريخه العريق لن يسمح بذلك، أكد حسام الخولي، سكرتير مساعد حزب الوفد، وعضو الإنقاذ الوطني، أن أحزاب الجبهة لن تتراجع فى موقفها من المشاركة بدون المطالب الخاصة بتغيير سياسة الرئاسة وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى تضمن سلامة العملية الانتخابية وتتم تحت إشراف قضائي تام، وتوفير ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية. وفي ذات السياق، استمر تجاهل الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي من قرار مقاطعة جبهة الإنقاذ الوطني للانتخابات البرلمانية باستثناء حزب النور السلفي الذى اعترض على إجراء انتخابات فى هذه الاجواء السياسية وشدد على طلبه بإقالة الحكومة وذلك على لسان يونس مخيون، رئيس الحزب أثناء الحوار الوطني مع الرئيس أول امس، وأشار المتحدث باسم الحرية والعدالة، محمد زيدان، ان هناك قوى سياسية من داخل جبهة الإنقاذ الوطني ستتراجع حتماً عن مواقفها من مقاطعة الانتخابات معللاً أنها ستنحاز للمسار الديمقراطي وتنخرط فى العملية السياسية بشكلها الطبيعي. تراجع أم مشاركة؟ وحول محاولات الاخوان لمشاركة المعارضة فى الانتخابات، قال وحيد عبد المجيد، عضو المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ، إن قرار الجبهة بالإجماع وبات نهائيا طالما أن الرئاسة لم تشكل حكومة وحدة وطنية وتوفر ضمانات حقيقية مشددا على أن جميع الأحزاب داخل الجبهة متفقة على قرار المقاطعة ولم يجبر أى حزب على هذا القرار وذلك بناء على رؤية ودراسة تحقق اهداف العملية الديمقراطية. وانتقد مصطفى مندور، أمين عام حزب الأصالة بمحافظة أسوان المحسوب على التيار الإسلامي، قرار المقاطعة مقترحاً أن تنال جبهة الإنقاذ جائزة الأوسكار فى الغباء السياسى والمجتمعى، على حد وصفه. وأشار مصطفى أن الجبهة قدمت خدمة كبرى للإخوان والرئاسة بقرار مقاطعتها. واصفاً قياداتها بانهم مازالوا يعيشون فى وهم كبير بتوقعاتهم بإعادة إنتاج الثورة، متناسين أن الثورة هي فعل شعبى جمعى والجبهة ليس لها الوجود الشعبى الكافى لفعل هذا، مضيفاً: «الشعب سيتجاوزها كالعادة وسيقبل على الانتخابات بكثرة، انتخابات البرلمان وحساباتها القبلية كفيلة وحدها بخروج الناخبين للصناديق طوابير». ربيع أم خريف؟ وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إنه بعد ثورات الربيع العربى وبدايات التحول الديمقراطى انكشف الغطاء عن «الإناء الذى كان يغلى»، فإذا بمشاكل كل بلد تتفجر، وإذا بقضايا إقليمية عديدة تطفو على السطح، بعد أن كانت الديكتاتوريات تكبتها، ومنها قضايا الفقر والبطالة والعشوائيات والفساد والإهمال والتسيب والتواكل والواسطة والمحسوبية، وغيرها فى كل بلد. وتساءل العريان عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» هل يستطيع «قيصر» العالم أن يضع بعض هذه القضايا على بداية حل؟، مضيفا أننا لابد وأن نعتمد بعد الله على أنفسنا، لأن العالم مشغول عنا بقضايا كثيرة، وصلت إلى أوروبا نفسها، حتى إيطاليا قد تتعثر فى تشكيل حكومة وتذهب لانتخابات أخرى، قبل أن يجف حبر الانتخابات الأخيرة.