منذ أن تأسس مجلس الشورى في عهد الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - عندما أعلن توحيد المملكة العربية السعودية أصبحت الشورى سمة بارزة للمملكة، وقد تحددت ملامح مجلس الشورى خلال افتتاح الملك عبد العزيز لأول مجلس للشورى عام 1927 عندما قال - رحمه الله - في حفل الافتتاح «علينا اتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) تنفيذا لأمره - سبحانه وتعالى - حيث قال تعالى : «وشاورهم في الأمر»، ثم رسخ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - دعائم الشورى في المملكة عندما قال في خطاب تاريخي : « ونحن اليوم، إذ نواصل هذا النهج الإسلامي الذي سار عليه الملك عبد العزيز إنما نرسخ بذلك دعائم الشورى بأسلوب يقوم على أسس واضحة واختصاصات بينة، منطلقين من مفهومنا العميق لهذا النهج الإسلامي الثابت الذي جاء في كتابه العزيز : «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». وعبر المجلس بعد ذلك بالعديد من مراحل التطوير في أدائه وصلاحياته رسخها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال زيادة عدد أعضاء المجلس وإشراك المرأة في المجلس لأول مرة في تاريخ المملكة ما يعطي ثقلا اجتماعيا وسياسيا للمجلس ويؤكد الدور الحيوي والهام الذي تقوم به المرأة للمشاركة في حركة التنمية. ومع كل الدعم الذي تقدمه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للمجلس وأعماله فاننا نلاحظ ان الفجوة بين إنجازات المجلس ورؤية القيادة مازالت كبيرة وان سقف طموحات القيادة مازال أعلى بكثير مما تحقق خلال الدورات السابقة. لقد حدد خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي ألقاها خلال حفل أداء أعضاء المجلس القسم معالم المرحلة المقبلة التي لخصها لهم في التالي : أولا : إن عضوية المجلس تكليف وليست تشريفا بكل ما في التكليف من تبعات وإن دورهم تمثيل كل شرائح المجتمع. ثانياً : إن المطلوب هو تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجا بلا نتيجة. ويبقى دور أعضاء المجلس الجديد «رجالا ونساء» في ترجمة توجيهات الملك من خلال تلمس الواقع بعيدا عن المبالغات والتركيز على قضايا أساسية تحتاج الى الجهد والرأي السديد. نحن في انتظار مجلس يعكس تطلعات القيادة والمواطن، ويسعى لإنجاح هذه التجربة الفريدة خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة. تويتر h_aljasser