أفردت هذه الصحيفة في عدد الاحد الماضي من ملحقها الاقتصادي نصف صفحة للتحدث عن أن أسعار الأرز سترتفع! تابعتُ العدد الأخير من نشرة منظمة "فاو" المتخصصة في الأرز فلم ألحظ أي تأثر كبير في توقعات منظمة الأممالمتحدة المتخصصة في الزراعة حول أسعار الأرز للموسم الحالي وخلال العام 2013. وللعلم تصدر منظمة الفاو نشرة شهرية متخصصة حول الأرز بوسع أي منكم الوصول لها عبر الانترنت، بل أقترح على جريدة "اليوم" ترجمة النشرة للغة العربية ونشرها شهرياً لتعميم الفائدة. وبحكم أننا قومٌ نأكل الأرز ليل نهار، فأي تغيير في أسعاره أمر يستحق الملاحقة الصحفية الحثيثة. وقبل أسبوع بالتمام كنت قد عقدت ورشة عمل بدعوة كريمة من «دار اليوم» حول بناء التقارير الاقتصادية وذلك على هامش منتدى الاعلام الاقتصادي الخليجي الذي عقد في الدمام. تناولت الورشة العديد من الأمثلة والحالات العملية حول تناول الصحافة للشأن الاقتصادي وقضاياه، كما تناول د.عبدالعزيز العويشق في ورقته في المنتدى مثالاً عن تصريحات صحفية محلية حول أسعار القطن وكيف ان البيانات العالمية للسلعة كانت تشير في الاتجاه المعاكس! وكما ندرك جميعاً، فإن مرتكزاً مهماً لارتفاع الاسعار يقوم على تهيئة البيئة وإيجاد المبرر للبائع لكي يرفع سعر سلعته، فإن تناقل الناس أن سعر الأرز سيرتفع فستتجه شريحة من المستهلكين لتخزين الأرز أي زيادة الطلب، وفي نفس الوقت ستقوم شريحة من البائعين بحجب جزء من مخزونها لبيعه لاحقاً عندما ترتفع الأسعار أي الحد من العرض، وهكذا نتلاعب جميعاً بالسوق ونضغط على الأسعار صعوداً رغم أن السلعة متوافرة. ما العمل؟ اتاحة معلومات وافية موثوقة حول الأسواق والاجتهاد في عرض أسعار السلع عالمياً ومؤشراتها، فحتى عصير البرتقال سلعة لها سعر عالمي في بورصات السلع وكذلك زيت الذرة وسواهما، أي ليس هناك أسرار لكن هناك: إما حجب، او إيهام، أو عدم بذل الجهد الكافي لتنوير المستهلك. أما من يريد أن يحارب الغلاء لمصلحة المستهلك فعليه أن يتبع القاعدة الذهبية "إتاحة المعلومات حيادية المصدر واغلاق النوافذ والأبواب أمام انطباعات أصحاب المصلحة من ارتفاع الأسعار". توتير: @ihsanbuhulaiga