يلتقي الهلال والنصر على استاد الملك فهد الدولي بالرياض، في واحد من أقوى النهائيات في تاريخ الكرة السعودية ،حيث يجمع قطبي العاصمة الغريمان التقليديان في ديربي جماهيري وإعلامي وفني ، يتوقع أن يعيدنا إلى العصر الذهبي لمواجهات الفريقين بالحضور الجماهيري الكثيف قد يصل للسبعين ألف في درة الملاعب، ويتميز هذا النهائي الديربي بالندية والإثارة لارتفاع مستوى النصر في الآونة الأخيرة مما يؤدي لارتفاع المستوى الفني لكلٍ منهما لِما يملكان من قاعدة جماهيرية عريضة وشعبية جارفة على مستوى الكرة السعودية التي تمتد إلى الخليج والعالم العربي . كيف وصل الفريقان للمباراة النهائية؟ جاء تأهل الفريقين للمباراة النهائية عن جدارة واستحقاق بعد تقديمهما مستويات جيدة في المسابقة أكدت جدارتهما بالوصول للنهائي الكبير،ويتميز الفريقان بعناصر مميزة على المستوى المحلي والأجنبي مما سيمنح المباراة مزيداً من التوهج والإثارة وحضور المتعة الكروية المنتظرة لنثرها في درة الملاعب، لذا ستكون الكفَّة متساوية فنيَّاً. الهلال صاحب الحضور الأكبر في المسابقة والأوفر لتحقيق البطولة بحُكم هيمنته على البطولة في الخمس السنوات الأخيرة ،سيكون على موعد لإنجازٍ فريد ،إذا ما حقق اللقب للمرة السادسة على التوالي في تاريخه، وستزحف جماهيره لمساندته للوصول للرقم 54 في عدد البطولات ، وجاء تأهّله منطقيا رغم مستواه الذي لم يُرضِ طموح جماهيره بعد فوزه على نجران خارج أرضه بهدفين مقابل هدف في دور الستة عشر ليقابل الفتح متصدر الدوري في الإحساء في دور الثمانية ويتخطاه بهدفين مقابل لاشيء ليلتقي بالفيصلي بالمجمعة في دور الأربعة ويكسبه بهدف وحيد قبل المضي قُدُماً للنهائي الكبير في الديربي الأهم لمواجهة غريمه التقليدي النصر. فيما تأهل فريق النصر الذي ستكون جماهيره على موعد مع الحضور الكبير لها لزفة الفريق للبطولات التي غاب عنها كثيرا بعد المستويات المميزة التي ظهر بها الفريق في الدوري وكأس الاتحاد العربي بآمال تحقيق لقب البطولة وتأكيد تفوقها فنيا على فريق تمرّس كثيرا على النهائيات وردّ الدين في السنوات الأخيرة التي خرج منها الفريق في نفس المسابقة على يد الهلال في مرات عديدة ، فتخطّى التعاون في دور الستة عشر خارج أرضه بأربعة أهداف مقابل هدفين ليتأهل لملاقاة الأهلي في جدة في دور الثمانية ويتخطاه بهدفين مقابل هدف ويلتقي الرائد في بريده في دور الأربعة ويكسبه بهدفين دون مقابل ويخسر المهاجم خايمي أيوفي أبرز الغائبين عن اللقاء للإصابة ليكون على موعد مع مهمة إيقاف تفوّق جارها اللدود في الديربي النهائي الشهير. يلتقيان في ديربي نهائي كأس ولي العهد لأول مرة في التاريخ المباراة من الناحية الفنية تتقارب المستويات الفنية بين الفريقين ،حيث يلاحظ التكافؤ الفني في جميع الخطوط وإن كان على مستوى الانسجام العام للفريق يتفوق النصر مع مدربه الأرغوياني كارينيو على عكس مدرب الهلال الكرواتي زلاتكو حديث العهد بالفريق الهلالي وبمواجهة الفريقين على اعتبار أن المواجهة الماضية في الدوري قبل أكثر من عشرين يوما ،وفاز بها النصر كانت أمام الفرنسي كمبواريه التي أُقيل عقبها مباشرة، وسيحضر الفريقان بشبه صفوفٍ مكتملة بوجود البديل الجاهز في حين مهاجم النصر أيوفي أبرز الغائبين وهناك أنباء بأن انخليوس اليوناني سيكون بديلا ، لكن تلك الفوارق لن تؤثر على عطاء الفريقين وخطوطهما والتي سنسلط الأضواء عليهما : في حراسة المرمى نجد أن المستويات متقاربة لعبد الله السديري من الهلال وعبد الله العنزي من النصر مع تفوق قليل في خبرة العنزي خصوصا في مثل هذه المباريات التنافسية على مستوى الديربي. أما على مستوى الدفاع ربما تكون الكفة لصالح النصر نسبيا بعد أن نجح كارينيو في ترميم هذا الخط بعد أن استعان بالبحريني محمد حسين وتثبيت شراحيلي في الظهير الأيمن والخبير حسين عبد الغني في الظهير الأيسر وهوساوي الذي عاد ليتصاعد مستواه من مباراة لأخرى ، يقابله دفاع الهلال بكثرة أخطائه خصوصا في العمق الدفاعي ،ويعمل زلاتكو على خلْق مزيدٍ من الانسجام بين أوزيا والزوري فيما يشهد البيشي في الظهير الأيمن هبوطا حادا في مستواه ،ويفتقد للتركيز في الجهة الأخرى تفوّق الشهراني على صعيد الناحية الهجومية والدفاعية ويشكل قوة ضاربة للفريق . مفاتيح الفوز في الوسط معركة وسط الميدان ستكون أشد شراسة في اللقاء باعتبار أنها المنطقة التي متى ما أمتلكها الفريق استطاع السيطرة على المباراة ومفاتيح الوصول لمرمى الخصم ، وإذا نظرنا لها فإننا نجد أن الحيوية والشباب موجودة في الفريقين الدوسري والفرج في الهلال وغالب والزيلعي في النصر ممزوجة بالخبرة بوجود الشلهوب وويسلي وجستافو في الهلال وعبد ربه وباستوس في النصر ،فيما المهارة وصناعة اللعب يتفوق بها الهلال بسرعة اللعب وتبادل المراكز والدخول من العمق، فيما يعتمد النصر على الأطراف كثيرا بالزيلعي وباستوس ولعب الكرات العرضية في مركز المحور لا يزال جوستافو يقدم مستوى متذبذبا مع ثقل زائد في الحركة، وإن كان يتميز بخروج الكرة من قدمه سليمة فيما غالب يشكّل قوة في التغطية الدفاعية الجيدة والقدرة على الخروج بالكرة من المنطقة الخلفية للأمام وربط الوسط بالدفاع وسيكون الشلهوب وعبد ربه مسؤولية الكرات الثابتة القريبة من المرمى ويتميز الخبيران بصناعة اللعب وقدرتهما على تجهيز الكرات للمهاجمين والتسجيل أيضا بدخولهما مكملان للهجمة. العالمي المنتعش يهدِّد بمضاعفة أوجاع الزعيم المنتكسالكلمة ستكون للمهاجمين كلمة المباراة ستكون في النهاية بالتأكيد على مدى قدرة المهاجمين على ترجمة الفرص أو خلقها للقادمين من الخلف نجد أن الأوراق الهلالية لديها وفرة بوجود القحطاني وويسلي ويو بيونج كهدافين متميزين يتصدرون قائمة الهدافين فيما يفتقد السهلاوي لتوأمه أيوفي المصاب وسيتحرك وحيدا في المقدمة ولديه القدرة على ارباك الدفاع ومتابعة والكرات الهوائية والقريبة من المرمى بالتمركز الجيد، وهو من سجل الهدف الوحيد في المباراة الماضية في الدوري. التركيز والتحضير النفسي والبدني مهم لا يختلف اثنان يعلمان جيدا أن كرة القدم اختلفت كليا عن السابق فهي تهتم بجزئيات بسيطة في عالم المستديرة قد تمنح الآخر التفوق، لذا ستكون التحضيرات الذهنية والنفسية مهمة جدا مع العامل البدني إذا ما عرفنا أن الفريقين لعبا يوم الاثنين الماضي مباراة مهمة في الجولة العشرين من الدوري ستلقي بضلالها على مواجهة الليلة التي قد تحتاج لأكثر من 90 دقيقة وجهد بدني عالٍ وتوزيع المجهود داخل الملعب وحسابات خاصة بين الجهازين الفنيّين،لكن الفريق الأكثر جاهزية نفسية وبدنية قد يكون على موعد مع معانقة الذهب ما لم تكن ركلات الترجيح هي الفيصل في المباراة .