حققت مصادر المياه غير التقليدية "المعالجة ثلاثياً" التي يوفرها مشروع الري والصرف بالأحساء نسبة 78 بالمائة من اجمالي كمية المياه المستخدمة في الري على مستوى المحافظة. من جانبه أكد مدير عام هيئة الري والصرف بالأحساء بالإنابة المهندس محمد النعيم، ان مصادر الري المستقبلية بالأحساء ستكون غير تقليدية، حيث سيتم التوسع في الاعتماد على مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً، ومياه الصرف الزراعي المعاد استخدامه، وهو ما يؤهل المحافظة للاستغناء عن المياه الجوفية مستقبلاً وذلك طبقاً للمؤشرات التي توضح امكانية اعتماد الزراعة خلال عام على المياه المعالجة والاستغناء عن المياه الطبيعية من مصادر العيون الجوفية، وقال "إن معالجة مياه الصرف الصحي ضرورة حتمية لا غنى عنها نظرا لدورها الفاعل في المحافظة على مصادر المياه الجوفية غير المتجددة، بسبب انخفاض مناسيب المياه الجوفية في المنطقة وبحسب خطط الهيئة المستقبلية لتوفير مياه الري للمزارعين". مشيرا الى أن الهيئة لجأت لتنفيذ مشاريع مستقبلية للاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية ورفع كفاءة استخدامها من خلال استغلال مياه الصرف الزراعي لأغراض الري، وذلك بتنفيذ مشروع إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، ومن ثم بدأت بالتوسع في الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً وإنشاء مشروع لنقل المياه المعالجة من عدة محطات هي "الهفوف ، العمران ، العيون ، أرامكو"، بالإضافة إلى مشروع نقل المياه المعالجة ثلاثياً من مدينة الخبر إلى محافظة الأحساء والذي سيوفر حوالي 200 ألف متر مكعب يوميا والذي يجري تنفيذه حالياً بهدف دعم مصادر مياه الري ولضمان استمرار التنمية الزراعية بالمحافظة، حيث من المتوقع بعد الانتهاء من المشروع توفير 450 ألف متر مكعب يوميا من جميع محطات المعالجة الثلاثية. وحول مميزات استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للري الزراعي أكد النعيم أنها تعد مصدرا متجددا من مصادر الري، كما تسهم في الحفاظ على مخزون المياه الجوفية، بالإضافة إلى ارتفاع القيمة الغذائية للمياه المعالجة حيث تحتوي على عناصر غذائية هامة للنبات مثل "النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم وغيرها من المعادن"، مما ينعكس على زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، كما تسهم في انخفاض التكلفة مقارنة باستخدام الأسمدة الكيماوية بما تضيفه من محتوى للمادة العضوية الذائبة بها، ما ينعكس على خواص التربة الطبيعية مثل القوام والنفاذية، بالإضافة للخواص الكيميائية.