حمدا وشكرا لله الذي خلق ورزق وأحيا وأمات، واليه المرجع والمآب. ولقد كان لنبأ وفاة الأخ الكريم أحمد مطر وقع كبير وتأثير في النفس والقلب والعين التي تذرف الدمع، وان عزاءنا في ذلك قول الله العظيم: (إنا لله وإنا إليه راجعون) وبما ان الخلق راحلون اليه تعالى، وبشر الصابرين في المصائب بالصلوات والرحمة والهداية عليهم، ويهون على أهل المتوفى ذكر محاسنه حينما يأتي ذكره، ولله ما أعطى ولله ما أخذ، وعلى الجميع الصبر في مصيبتهم، وتذكر قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «اذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي»، وقد روى عكرمة ان مصباح الرسول (صلى الله عليه وسلم) انطفأ ذات ليلة فقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون) فقيل أهي مصيبة يا رسول الله؟ قال: نعم ما آذى المؤمن فهو مصيبة)، والشاعر يحث على الصبر والتصبر والتجلد أمام المصائب فيقول: اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم ان المرء غير مخلد أو ماترى أن المصائب جمة وترى المنية بالعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحد فاذا ذكرت محمدا ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد. والقرآن الكريم مليء بالصبر والعظات في آيات كثيرة تؤكد على الصبر، والسنة الشريفة تؤيد في أحاديث كثيرة على الثبات والصبر والاحتساب ولنا في حديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) العبرة والعظة، وعن أبي موسى رضي الله عنه ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «اذا مات ولد الصبر قال الله تعالى لملائكته، قبضتم ولد عبدي، فيقولون نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون نعم، فيقول: ماذا قال عبدي، فيقولون: حمدك واسترجع فيقول تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد» رواه الترمذي). اصبر لكل مصيبة وتجايد واعلم ان المرء غير مخلد أوما ترى ان المصائب جمة وترى المنية بالعباد بمرصه من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحد فاذا ذكرت محمدا ومصابهفاذكر مصابك بالنبي محمدأخي المسلم: أنظر الى ثمرة الحمد والشكر والصبر، انه بيت في الجنة: وفي الحقيقة ان شخصية المتوفى الكابتن أحمد خليفة مطر مدير عام الخطوط السعودية الاسبق محبوبة ومرموقة عند الجميع، حيث كان ذا أخلاق كريمة، وصفات عالية، وروح مرحة، وابتسامته كانت جميلة حينما كان يدور الحديث بينه وبين متحاور معه، ولطف تعامله، وله رصيد كبير من الحب مخزون في القلوب، لذا فالناس يذكرون عظيم محاسنه ووفاءه وقدراته الفائقة في كل ما يسند اليه من أعمال، فهو الصديق الصدوق والأخ الوفي، وله في مناقب الخير والكرم والوصل جولات ومشاعر عظيمة، وله من اسمه «أحمد مطر» النصيب الأكبر، حيث انه غيث خير وبركة على رحمه ومحبيه ومعارفه ومن لم يعرف، والله نسأل ان يجمعنا به في الفردوس الأعلى ويرحمه برحمته الواسعة.. انه سميع مجيب.