في يوم ما، وبعد سنوات طويلة,,, سوف تعرفين ماذا كنت بالنسبة إلي,,, كنت نبع الجبال للعطشان,,, اي عرفان بالجميل نحوك..! لم أعد أتمنى رؤية الأزهار والسماء, والشمس إلا فيك ... من خلالك. (من ريلكه الى حبيبته لو سالومي). في مملكة الجسد يقطن قلب الحب, وهذا يوجب علينا البحث في فطرة الإنسان الأولى, فالحب يُصلح الإنسان من الداخل قبل أن يُضفي عليه توهجا خارجيا أشبه بالنور, والقلب هو أداة الارتكاز التي تصوغ المشاعر بعد أن يوافقها القلب, والحب يتناسب مع كل فعل جميل يتبعه سلوك لطيف, والحقيقة أنه كمفهوم لم يتم الحسم فيه حتى الآن بشكل واضح, ولا يمكن الجزم بوجود الحب وتخيله فقط, ولأن أفعال الإنسان مرتبطة بشروط وقوانين سابقة وهذا ما يطلق عليه الحتمية, ومن هذا المنطلق لو كان الحب موجودا داخل الانسان حتما سيغير أفعاله الى الأفضل بناء على الحتمية, فكل رغباتنا وسلوكنا وأفعالنا تنطلق من شعور داخلي غامض وزئبقي, ولو ملأنا داخلنا بنفحات وإيمانيات الحب لانعكس ذلك على حياتنا, لن أحاول تقديم تاريخ المحبين والعشاق فقد سبقني الكثيرون لذلك, ولكن طبقاً لما قاله (هيرمان هسه) ليست وظيفة الحب أن تجلب السعادة، بل إني أعتقد أنه موجود ليبين لنا قدرتنا على الاحتمال. وهذه حقيقة أن تحب فالحب ليس نزهة ترفيهية للمشاعر بل هو حالة تتلبس الروح والقلب وقد لا تكون نتائجها مُرضية للمحب دائما يقول سارتر (إن الانسان محكوم عليه بالحرية) وهنا أضيف لسارتر وأقول إن الانسان محكوم عليه بالحب أيضاُ, ولا يجب أن نؤطره ونقولبه حسب الأمكنة والأزمنة بل يجب أن يكون نافذا كالضوء وكالحقيقة في فم حكيم, والثقافة العربية زاخرة بأحاديث الحب والجوى حيث أخذ الحب مكانة متميزة في قاموس العرب وأفردوا له نحو ستين اسماً مع تعريفاتها ومعانيها وشغلوا الدنيا بها, ولازلنا نتغنى بكل رجال ونساء الماضي الذين أحبوا وعشقوا بطريقة بركانية فتفجّر الشعر العذب والنثر المليح وتلونت الحياة ببهجة الحب ,لن أحاول تقديم تاريخ المحبين والعشاق فقد سبقني الكثيرون لذلك, ولكن طبقاً لما قاله (هيرمان هسه) ليست وظيفة الحب أن تجلب السعادة، بل إني أعتقد أنه موجود ليبين لنا قدرتنا على الاحتمال. وهذه حقيقة أن تحب فالحب ليس نزهة ترفيهية للمشاعر بل هو حالة تتلبس الروح والقلب وقد لا تكون نتائجها مُرضية للمحب دائما ولنا في قصة (شهيد الحب) وشاعر الغزل المتيّم قيس بن الملوح العامري خير مثال على نهاية عاشق كان له نصيب من الألم والتشرد بعد أن أحب ليلى بنت سعد التي نشأ معها وعندما كبرت منعها ابوها عنه فجن جنونه وبدأت قصة معاناته التي تشكلت وانتقلت الينا على شكل اشعار من أرق وأجمل وأنبل الكلمات هذا الحب البركاني النادر وصل إلينا بصدق عاطفه وعذابات محب لم يكن الحب اختيارا له بل وجد نفسه منساقاً وراء مشاعر جميلة آخّاذه منثورة في الروح كحبات اللؤلؤ ولا يستشعر هذه المشاعر الا من تعود قلبه على استشعار كل ما حوله, فللحب وجوه كثيرة يمكننا أن نيمم شطرها في أي وقت, فلا يجب أن نستسهل هذه المشاعر او نقلل من شأنها أو نتعامل معها كشيء هلامي لا يمكن رؤيته أو القبض عليه فنحن لا نستطيع أن نعيش بلا ضوء الشمس وفي نفس الوقت لا نستطيع القبض عليه وكذلك الحب نتنفسه نعيشه ونُحّس به ولا نراه هو شيء اعتباري له اسم ومكانة وحرمة فلا نتعدى عليه لمجرد اننا لا نراه. واختم ببيت لقيس العامري وهو يُعظم حبيبته بشكل لا يليق إلا بمن جرب خلجات الحب. مليحة أطلال العَشيّات لو بدت ..... لوَحش شرود لطمأنت قلوبها, أهابك إجلالاً وما بك قدرة ........... عليّ ولكن ملءُ عينٍ حَبيبهُا.