شهدت مدن عراقية الجمعة مظاهرات واحتجاجات واسعة تطالب باجراء اصلاح شامل في البلاد واسقاط حكومة نوري المالكي. ففي مدينة الفلوجة ، خرج عشرات الآلاف من السنة للأسبوع السادس على التوالي في مظاهرات حاشدة للتنديد بسياسة الحكومة العراقية بقتل المتظاهرين والمطالبة بتلبية مطالب المتظاهرين. وحمل المتظاهرون أعلام العراق ورددوا شعارات تنادي بتقديم المتورطين في قتل المتظاهرين الاسبوع الماضي للقضاء لينالوا جزاءهم وحماية الشعب. ونظمت المظاهرات في ظل اجراءات أمن مشددة وانتشار كثيف لقوات الشرطة. وفي بغداد، احتشد مئات من السنة بحي العامرية غربي بغداد والذي تقطنه غالبية سنية بعد اداء صلاة الجمعة يتقدمهم رجال دين ووجهاء العشائر للتنديد بسياسة المالكي في التعامل مع متظاهري مدينة الفلوجة الاسبوع الماضي، والتي أدت الى مقتل 9 أشخاص واصابة نحو 60 اخرين. وردد المتظاهرون، وغالبيتهم من الشباب، شعارات مناهضة للحكومة ورئيسها. وطلب رجال الدين الى المتظاهرين أن تكون المظاهرات سلمية دون الاساءة لاي شخص والمطالبة بدعم المتظاهرين في الفلوجة لحين تحقيق مطالبهم. وتشهد المحافظات العراقية التي يسكنها أغلبية سنية احتجاجات متواصلة منذ خمسة أسابيع ضد رئيس الوزراء، يطالبون فيها باصلاح سياسي شامل في البلاد. وأطلق المحتجون العراقيون أسماء جمع "العزة" و"الكرامة" و"لا تخادع" و"شهداء الفلوجة"، على غرار أسماء مشابهة أطلقت على تظاهرات في دول عربية بعضها أسقط رؤساء وغير أنظمة. وقالت ايفيرس، إن قوات الأمن العراقية تصدت للاحتجاجات السلمية بوسائل الترهيب، والتهديد والعنف وقامت باعتقال المتظاهرين والصحفيين، وإن ضباط الأمن والقوى الموالية للحكومة غير النظامية ضايقت الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي انتقدت الحكومة. وقامت اللجان التنسيقية بزيادة أعداد اللجان الأمنية الشعبية لتفتيش المشاركين في صلاة الجمعة، كما قامت أيضا بوضع كاميرات لمراقبة ساحة الاعتصام، تجنبا لوقوع أي حادث أمني كما حصل الأسبوع الماضي في الفلوجة، والذي راح ضحيته العشرات بين قتلى وجرحى. من جانب آخر، أكدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" أن أوضاع حقوق الإنسان في العراق هشة وضعيفة جراء ممارسات قوات الأمن والجيش لاسيما تجاه حركات الاحتجاج والتظاهرات السلمية. وقالت إيرين إيفيرس، الباحثة في المنظمة الأمريكية بمناسبة صدور التقرير السنوي للمنظمة، ان العام الماضي شهد انتهاكات لحقوق شرائح عدة في المجتمع العراقي مثل المعتقلين والصحفيين والناشطين والنساء والفتيات. وقالت إيفيرس، إن قوات الأمن العراقية تصدت للاحتجاجات السلمية بوسائل الترهيب، والتهديد والعنف وقامت باعتقال المتظاهرين والصحفيين، وإن ضباط الأمن والقوى الموالية للحكومة غير النظامية ضايقت الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي انتقدت الحكومة. واستعرض التقرير، الانتهاكات التي وقعت لحقوق الإنسان منذ بداية العام الماضي من استخدام القوة ضد تظاهرات ساحة التحرير، وما وصفته بالانتهاكات في السجون وعمليات الاعتقال، وطرق انتزاع الاعترافات، مشيرة في ذلك إلى وفاة بعضهم تحت التعذيب، وقالت الباحثة إيفيرس، إن الحكومة العراقية مطالبة بإجراء اصلاحات قضائية جذرية لمنع تكرار ذلك وتحقيق العدالة الجنائية.