" في وسعكم أن ترتشفوا خمرة المحبة من القدح الصغير ولكنكم لا تقوون على شربها من النهر الفياض " جبران سكب الشعراء عطرا افلاطونيا على العلاقة بين المرأة والرجل تحت اسم الحب ,وأثاروا حفيظة العقلانيين حينما جنحوا نحو العاطفة واستشعار جمالها ووضعوها في هذا القالب , حيث الصراع الازلي بين العقل والعاطفة , فالعقل لا يستطيع أن يُحسّ ويستشعر الجمال بالوجود , هو فقط مرشد مثل النجم القطبي في السماء , او يعمل كناسخ ضوئي ينقل الصور للقلب فيستشعرها وينعم بجمالها , ودرجة الاحساس بجماليات المشاعر والإحساس بالحب وأهميته تختلف من انسان لآخر,فهناك من لم يدرس الفلسفة ومن لم يفهم التحليل النفسي , كذلك لا يستطيع فك شفرة رموز محمود درويش أو حتى تفسيرها , ولا يستطيع ان يقرأ نوتة واحدة لبيتهوفن أو فاغنر, ولم يشاهد لوحة لبيكاسو أو رامبرانت , ومع ذلك لديه حسّ عال في التعامل مع الأشياء الجميلة من حوله ولديه قدرة عالية على تذوقها بشكل مميز وتقييمها ,واذا كنا نستطيع أن نتعامل مع الأشياء بلغة علمية مرتكزة على نظريات وبشكل مجرد , فنحن لا نستطيع أن نتحدث عن المشاعر بذات اللغة ونقيسها بالمسطرة والقلم , كذلك من الظلم أن نتعامل مع أنفسنا بمنطق جامد صرف وكما قال الكاتب الفرنسي انطوان دوسانت: (المنطق الصرف دمار للروح) , فالإنسان يتأثر بكل ذرة من محيطه تلتقطها مشاعره وتتكون فالإنسان ما لم يكن الحب قد عمّر قلبه وروحه فلا يمكن أن تنجح أي خطة في أن تحدد مساره أو تبني طريقاً له في الحياة ,فبعثرة المشاعر لا يرتبها غير الحب , فالحب جمال وجلال , ألم تسأموا من حياة الماديات وطغيانها على كل شيء حولنا, ألا يحق لأرواحنا أن تستريح تحت ظل الحب تأثيراتها النفسية , فقراءة الإنسان في عمقه الحقيقي مطلب وليس رفاهية للتعرف على توجهات بوصلته من أجل التعامل معها لنحسّن من طريقتنا في التعامل مع الحياة , والحب أحد أشكال العلاقة وهو نابع من عمق الإنسان الحقيقي , فهو ليس حالة عارضة أو وعكة صحية يمر بها الإنسان ويتعافى منها هو مثل المرض المزمن الذي تستطيع أن تتعاطى معه طوال حياتك وأحيانا تجد لذة في عذاباته , وهو في الحقيقة من خواص الإنسان الطبيعي , ومن امتيازاته حيث إن مشاعر الحب تبقى فوق القياس والتجربة , فلكل مرحلة عمرية مشاعرها ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة , فلغة الحب فطرية وليست صناعية , وكلما كان الإنسان أقرب إلى طبيعته الفطرية حيث الصفاء والنقاء والتلقائية كلما تواجد الحب بقلبه بكثرة وأدرك أهمية الحب , وبقدر حظ الإنسان من فطرته الأولى سيدرك الحب الحقيقي , وكلما كانت مشاعرك أقرب للطفولة أي أقرب للفطرة بعفويتها وتعبيراتها وانفلاتها من قيد عالم الكبار ، أحببت بشغف وانطلاق ومتعة تضاهي كل جمال , فالحب هو إحياء للطفولة التي ماتت فينا بفعل طاحونة الحياة المعقدة التي دهستنا تحت عجلتها وأفقدتنا معنى أن نكون نحن بلا رتوش ,فالإنسان ما لم يكن الحب قد عمّر قلبه وروحه فلا يمكن أن تنجح أي خطة في أن تحدد مساره أو تبني طريقاً له في الحياة ,فبعثرة المشاعر لا يرتبها غير الحب , فالحب جمال وجلال , ألم تسأموا من حياة الماديات وطغيانها على كل شيء حولنا, ألا يحق لأرواحنا أن تستريح تحت ظل الحب, إننا لا نستطيع امتلاك أي يقين تجاه أي شيء غير مشاعرنا التي نتيقنها مع أو خفقة للقلب ..هنا دعوة للحب. [email protected]