قيل عن السفر الكثير فلست مخاطبك بما قيل ، فكثير لا يجني من سفره الا الخسارة. ونحن على ابواب موسم سفر ففي السفر ثلاث ينصح للمسافر ان ينال منها الكثير كما وعمقا. 1. الاسرة: كلما يتسارع نبض الحياة تزداد قوة الطرد للاسرة نحو الخارج وتتصاغر قوة الجذب البينية. فاغتنم السفر مع اسرتك ولا تسافر الا بها ولاجلها لابطال مفعول الدفع وتعزيز قوى الجذب. هل تعلم كم من هموم وطموح اندلع في نفوس كل فرد فلا تظن الوحيد المهموم بها؟ هل تعلم كم انت من تلك الهموم والآمال والطموح حصة ونصيب؟ هل تعلم ما يدور في خاطر ابنك من هموم زرعها البعد عنك؟ وهل تدري كم تورد في خاطر ابنتك آمال ومواهب وانت غافل حتى بكلمة 'كم جميل ما لديك'؟ في السفر تذوب ثلوج العزلة وتتساقط جدران الجهل بالآخر ويتمغنط الجميع فينجذبون لمجال كهرومغناطيس المحبة، فينجلي كل غامض وتزدهر القلوب. فما ان تعود من سفرك الا وقد عرفت ان سالف عهدك مرفوض ولابد من صفحة جديدة مع اسرتك. جميل ان نقول حرية التعبير وان نكرر التعددية وحق الاختيار ولكن ما قيمة هذا اذا لم يستشعر وجداننا جمالها. هي ليست لقلقلة لسان او مادة خطبة غذاء للآذان، انها اسلوب حياة ووسيلة بناء وطريق للنمو والتقدم. فمهما ادعينا الوصل بهذه القيم فقيمتها عبر انطباع جمال مصاديقها في ذاتنا.2. طور من حسك بالجمال: الحس بالجمال بحاجة للتغذية والصقل. فالعين تتلذذ بالطبيعة والوجه الحسن لكن الجمال اعمق من صور تلتقط بالابصار. انه تغذية للوجدان وتطوير للوعي وتنمية للعقل. في السفر امران تنجذب لهما الذات، المظاهر المدنية من عمران وطبيعة ومعاملات وهناك ما هو اعمق، القيم والمبادئ، التي تصنع الحضارة. جميل ان تتلذذ في سفرك منذ بلوغ مقصدك حتى عودتك بالنظام والانضباط بقوانين المعاملات. فلولاها لما احسست لما انت ذاهب اليه من الاستمتاع والاستجمام. فكلما كانت شؤونك وبيئة سكنك في اعلى مراتب النظام والترتيب كان استمتاعك وانبساطك اعظم واعمق. انها قضية تأثير واستجابة ولعل اهم استجابة هي شعورك بالحس المرهف والانشراح فتتفتح بصيرتك وتتعمق مشاعرك. اما الجانب الآخر الذي له اعظم الاثر في تطوير قوة شعورك بالجمال وانقشاع غشاوة التبلد هو انك كلما عايشت مفاهيم تفتقدها او لم تحظ بمزاولتها اصبحت اقرب للتفاعل بها والانجذاب لمعاييرها. جميل ان نقول حرية التعبير وان نكرر التعددية وحق الاختيار ولكن ما قيمة هذا اذا لم يستشعر وجداننا جمالها. هي ليست لقلقلة لسان او مادة خطبة غذاء للآذان، انها اسلوب حياة ووسيلة بناء وطريق للنمو والتقدم. فمهما ادعينا الوصل بهذه القيم فقيمتها عبر انطباع جمال مصاديقها في ذاتنا. ولعل اجمل هدية نجلبها عائدين ان نسعى قدر المستطاع في جعل بيئتنا مصدرا لاستمرار ذلك الجمال الذي انطبع في نفوسنا. فليكن نظافة مدينتك وانضباطك في المعاملة واحترام الآخر همك والا فلم تنل من سفرك الا حسا عابرا. وكما اهتز وجدانك وارتقى حسك بجمال القيم فكن مصداقا لما تريد، فكن جميلا بها لتنشر الجمال. فهل سفرنا الا تطويرا لحسنا بالجمال وهل شعورنا بالجمال الا لتطوير انفسنا ومحيطنا. 3. الانبهار بالحضارة: اذا اصبحت يا اخي المسافر جميلا بما رأيت من جلال الحضارة فليكن انبهارك بها عنصرا فاعلا ومحفزا لتكون انت لا نسخة من غيرك. [email protected]