تبذل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض جهودا كبيرة للارتقاء بأحياء وضواحي العاصمة، ودمجها في الخطط الحضرية الحديثة التي تضعها ضمن منهجها لتطوير العاصمة، ويتوقع أن تستقبل الرياض خلال المرحلة القادمة الضواحي الجديدة التي سيتم إنشاؤها في الجهتين الشمالية والشرقية للمدينة. وقد تم اعتماد المخططات الهيكلية والسياسات والضوابط التخطيطية للضاحيتين الشمالية والشرقية، من قبل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، على اعتبارها الوثائق المرجعية التي يستند عليها في جميع الأعمال المستقبلية التي يجري تنفيذها في تلك الضواحي، والتي على ضوئها ستتحقق الأهداف المرجوة من انشاء هاتين الضاحيتين وهي تحقيق نوع من الاستقلالية للضاحيتين عن مدينة الرياض من خلال تطبيق اللامركزية في التنمية الحضرية لتخفيف العبء الحالي على المدينة، وتكوين بيئة عمرانية مستدامة تتمتع بمستوى عالٍ من الخدمات والمرافق والإسكان، وتوفير الفرص الاقتصادية والاعتماد الذاتي للضواحي من خلال النشاطات الاقتصادية التي ستوفرها، وتحقيق التوازن في توزيع الاستعمالات الرئيسية بحسب الاحتياجات الحضرية للمنطقة، وتوفير اطار تنفيذي يتميز بالمرونة في استيعاب مستجدات التنمية المستقبلية، إضافة إلى توفير الفرص اللازمة لمشاركة القطاع الخاص في تطوير الضواحي الجديدة، وإنشاء المشاريع المتكاملة المرافق. وشهد مشروعا الضاحيتين الشمالية والشرقيةبالرياض عددا من التطورات خلال الفترة الأخيرة في الجوانب العمرانية والتخطيطية والخدمية، شملت في جانب تخطيط الأراضي في الضاحية الشمالية التي تبلغ مساحتها 205 كيلومترات مربعة، والواقعة شمال الرياض على مسافة 20 كيلومترا من تقاطع طريق الملك فهد مع الطريق الدائري الشمالي، شملت دراسة عدد من طلبات التخطيط والتطوير داخل الضاحية الشمالية إضافة إلى إنهاء عدد اخر من المخططات المعتمدة داخل الضاحية والتي تشمل مخططات شبكات طرق، ومخططات سكنية، ومخططات استراحات. وفي مجال التطوير العمراني احتضنت الضاحية الشمالية إلى جانب مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، متنزه الأمير سلمان ببنبان على مساحة 3.2 كيلو متر مربع، ومشروع درة الرياض على مساحة 10 كم مربع، كما تجري وزارة الإسكان إعداد الدراسات والتصاميم اللازمة لمشروع الإسكان المجاور للضاحية الشمالية في الجهة الغربية من أرض مطار الملك خالد الدولي، وفي قطاع الطرق أنهت وزارة النقل مشروع تصميم ازدواج طريق بنبان داخل الضاحية، والذي يمثل الضلع الشمالي للطريق الدائري الثالث للمدينة وأحد الطرق الرئيسية وسط الضاحية ويمتد من تقاطعه مع طريق الملك خالد (صلبوخ) غرباً حتى تقاطعه مع طريق القصيم، فيما يجري العمل على تنفيذ مشروع ازدواجية نفس الطريق من تقاطعه مع طريق القصيم حتى طريق الجنادرية شرقا، في الوقت الذي يجري فيه معالجة مسارات الطرق الرئيسية الأخرى داخل الضاحية. أما الضاحية الشرقية التي تبلغ مساحتها 214 كيلو مترا مربعا وتقع شرق الرياض على مسافة 20 كيلومترا من تقاطع الطريق الدائري الشرقي مع الطريق الدائري الشمالي فشهدت دراسة عدد من طلبات التخطيط والتطوير، واعتماد عدد آخر من المخططات وشبكات الطرق المعتمدة داخل الضاحية من قبل أمانة منطقة الرياض وإلى جانب احتضانها لعدد من منشآت المرافق العامة القائمة كمحطة الكهرباء التاسعة، وخزانات المياه، ويجري حالياً استكمال تنفيذ مشاريع خدمية تابعة لوزارة الداخلية في الجزء الغربي من الضاحية، أما مشاريع الطرق في الضاحية فتضمنت تنفيذ جسرين للتقاطع على طريق الرياض- الدمام السريع داخل الضاحية الشرقية، ومراجعة مسارات الطرق المزمع تنفيذها داخل الضاحية الشرقية. وفي ظل النمو السكاني الكبير بالعاصمة يتوقع أن يصل عدد سكان الضاحية الشمالية الى 675 ألف نسمة وسكان الضاحية الشرقية نصف مليون نسمة حتى العام 1450ه.