جمع مسلسل «الخادمة» الذي يعرض على شاشة «أم بي سي «، عددا من المتناقضات الفنية، التي أضعفت العمل إلى حد ما، حيث شارك مخرج العمل وكاتب النص وبعض الفنانين في هذه المتناقضات، و ذلك بسبب تغافلهم عن سلبيات ومشكلات وقعوا فيها، ربما عن عمد، وربما عن غير عمد، وكان يفترض ألا تمر عليهم في غفلة من الزمن. ما يجب الالتفات إليه في البداية هو أن القصة التي كتبها علاء حمزة جاءت خيالية ومبالغ في أحداثها وهو الأمر الذي أضعف من بنائها الفني، وأضعف أيضا تفاعل المشاهدين مع أحداثها، حيث لم تكن واقعية إلى الحد المطلوب. كما استطاعت الفنانة مريم حسين لعب دور الخادمة بحرفية ومهنية كبيرة، بعد أن استشعرت أن نجاح العمل متوقف على نجاحها في هذا الدور المحوري، والذي يحسب لمريم لأنها نجحت في تجسيد هذا الدور على الرغم من الضغوط التي مورست عليها أثناء العمل، بعدما تبين أن شخصية الخادمة محورية، وذات علاقة ببقية الأدوار، وهذا هو مبعث الضغط على مريم، التي أكدت نجاحها للجميع. في الوقت الذي سجل فيه الفنان المعروف راشد الشمراني سقطة فنية، بقبوله تجسيد شخصية «أبو الليل»، في المسلسل، حيث جاء الدور من وحي الخيال ومبالغا في أحدثه، وبعيداً عن الواقع المعاش، حيث رأى النقاد أن هذا الدور كان ينبغي ألا يوافق عليه الفنان راشد الشمراني، أو المخرج خالد الطخيم، وذلك لنجاح العمل من جانب وأيضا عدم إسناد دور ضعيف لممثل كبير بوزن راشد الشمراني. أما الممثلة بدرية أحمد فكان دورها في المسلسل مناسبا لسنها، كما أجادت و أتقنت تجسيده أمام الكاميراً ، بيد أنها وقعت في إشكالية المبالغة في وضع مساحيق المكياج والملابس التي استخدمتها في أداء الشخصية. كما نال الفنان السعودي علي السعد نصيبه من التفوق والإشادة، وذلك بعد الدور الكبير الذي قدمه في المسلسل، ولم يكن مخرج العمل مخطئا عندما أختار على السعد لهذا الدور ، وذلك لإدراكه أنه يقوم بأدوار خاصة لا يقوم بها غيره، كما امتاز السعد في لعب دوره باحترافية كبيرة و الذي جسد من خلاله دور الولد الجشع بحرفية لاسيما في مشهده مع جده ، وبالإضافة إلى تعاطف المشاهد أثناء مشهد وفاته في المسلسل ، فهنيئا للطخيم بهذا البطل السعودي الذي ساهم في إنقاذ العمل. ومن ثم جاء دور «باسم» في المسلسل والذي جسده الممثل فيصل العمري، كنقطة ضعف في العمل، خاصة وأن الدور كان أكبر من إمكانات العمري، حيث يعد فيصل ممثلا شابا مازال في بداية مشواره الفني، ولم يكن لديه خبرة فنية كافية، ولقد ظهر هذا في أخطاء نطق بعض الكلمات بشكل واضح وهذا ما كان يفترض أن ينتبه له المخرج خالد الطخيم، كما حدث عكس ذلك مع الفنانة السعودية أغادير السعيد والتي قدمت دورها ببراعة تحسب لها، وكان يفترض أن تكون مساحة دورها أكبر من المساحة الممنوحة لها. أما الفنانتان سارة البلوشي، وسارة اليافعي، فكانتا أسوأ ما شهده العمل بتقديم أدوار ليس لها علاقة بالفن من قريب أو بعيد.