لا يمكن أن نتخيل ما يحدث في المنتخب السعودي من فوضى، وعدم مبالاة، وكأن الأمر ليس له علاقة بسمعة رياضة وطن، صُرف عليها من الريالات مليارات، حتى وصلت لما وصلت إليه من مكانة كبيرة، جعلت الجميع يرى أن المنتخب السعودي، وفي أي مشاركة يشارك فيها على كافة المستويات، المرشح الأول للحصول على كأس البطولة. إنه تاريخ أسس بعرق الرجال، وتفاني المخلصين، ضحوا بكل شيء، بوقتهم وصحتهم، من أجل رياضة هذا الوطن الغالي، قلّبوا صفحات التاريخ، ودعونا نتذكر أيام الزمن الجميل. نجم الدفاع الأول في السعودية، صالح النعيمة، يصاب وتكون إصابته خطيرة، ويرفض حينها اختصاصي العلاج، أن يكمل المباراة، إلا انه يرفض الخروج، ويصر على المشاركة، ومعالجة جرحه الذي كان ينزف، بأية طريقة حتى يعود للمشاركة. نجوم كبار بروحهم العالية، صنعوا مكانة للكرة السعودية، بين كل منتخبات آسيا، لم يكن حينها المستوى الفني فقط، من فرض سيادة المنتخب السعودي، بل الروح العالية التي كانت تغطي على بعض جوانب النقص الفني، ذلك هو الزمن الجميل، لرياضة جميلة، يقف خلفها الجميع، تحت شعار واحد، وهدف مشترك بين الجميع، تناسوا وقتها كل الألوان. اليوم. اختلف الأمر، فقد غابت الروح، وانقسم الجميع، كل حسب ميوله، وأصبحت حالنا مدعاة للشفقة، إلى أن وصل بنا الحال، أن نخشى مواجهة أضعف المنتخبات. تُرى. هل أيقنا أن مشاكل كرتنا ليست في المسئولين فقط ومَن حولهم؟، المشاكل متشعبة ومتفرعة، وكل يغني على ليلاه، حتى أصبحنا بلا هوية، ووضعنا منتخباتنا، في مواقع لا تليق بدولة كدولتنا، تبحث دائما عن التقدم وتحقيق الإنجازات. نفتح النوافذ على قضايا يندى لها الجبين، ويضحك عليها من هم خارج منظومة العمل الرياضي السعودي، فعلى سبيل المثال لا الحصر: قضية شارة القيادة - لماذا هذا بعينه هو القائد ؟، ولماذا لا يأخذ شارة القيادة فلان ؟، ولماذا .. ولماذا .. إلخ. كثيرة هي تلك التساؤلات..! أبهذا المستوى المخجل من الطرح تدار كرتنا ؟.. ! صنعنا من لا شيء قضية، وهي لا تستحق أن تشكل قضية ذات بعد مهم ! لكن إعلامنا والتعصب وحب الألوان، طغى على كل شيء، وأنسانا ما هو أهم، وهو شعار الوطن، أنا شخصيا لا أعلم ما الهدف من وراء زعزعة استقرار المنتخب؟ . قضية تفجرت قبل انطلاق بطولة خليجي 21 بساعات، دون أن نفهم معنى لما حدث ويحدث.. ! وكأننا كمتابعين يعني لنا أخضرنا الشيء الكثير نتلقى رسالة مبكرة، باخفاق جديد لكرة القدم السعودية..! تُصنع الإثارة..! والضحية المنتخب..! لأن التأثير سيكون كبيرا..! والنتائج لن تكون وفق الطموحات والتطلعات..! إذن هل هي مؤامرة ؟، فإن كانت. من أطرافها ؟ ومن هم المستفيدون من اسقاط المنتخب بهذا الشكل ..؟. أسئلة تفرضها الأحداث المتعاقبة لكرة القدم السعودية. في مباراة منتخبنا مع العراق غابت الروح تماما، ولم يكن هناك أي مجهود يذكر للفريق، باستثناء لاعب أو لاعبين فقط.! ألا يبحث المسئول عن هذا المنتخب، عن الأسباب التي جعلت منتخبنا يظهر بهذه الصورة ؟. رغم تواضع مستوى المنتخب العراقي. ! أليس هذا المنتخب هو الصفوة، وهم نجومنا في الدوري ؟! إذن لماذا هم في أنديتهم مختلفون (كعطاء) داخل الملعب عن المنتخب ؟! أين التقارير الخاصة بإعداد المنتخب ؟ الحقيقة واضحة ولا تحتاج استنتاجات، يوجد مقصرون، وعمل ناقص. لا يكفي أن نقول مازلنا في البداية، والبطولة لم تنتهِ بعد، ستنتهي على نفس الحال، إن لم تحدث معالجة سريعة قبل فوات الأوان، أم ان الأمر برمته تُرك للإعلام، يعالجه بطريقته، حتى يستفيد من صناعة حدث رياضي مهم لدى الشارع السعودي ؟. قتلوا المنتخب، وأصبحوا الآن يتفرجون على ما اقترفت أيديهم، دمروا كل شيء، وتفرغوا الآن للتنظير والشماتة، ولا نعرف بالضبط الحملة موجهة ضد من ؟ ومن المستفيد من هذا العبث؟ . لن يحقق المنتخب السعودي البطولة، أقولها بكل صدق، وستكون دورة الخليج في البحرين، امتدادًا لكأس آسيا النسخة الماضية، ومن يدري! قد نودع البطولة من الأدوار التمهيدية، حتى يكتمل عقد الكارثة، وتجتمع كل معطياتها، وتكثر مواد النشر عن منتخب يحتضر. ليست نظرة تشاؤمية، بقدر ما هي قراءة للواقع، فالمنتخب السعودي زادت جراحه، وأصبح ينزف من الوريد إلى الوريد، والمتابع البسيط يعرف هذا الأمر جيدا. ومن لا يعرف، ما عليه سوى التوجه لبعض القنوات الرياضية، ومتابعة البرامج المخصصة لكأس الخليج، حينها سيفهم معنى كلامي هذا. الوضع خطير جدا، ويحتاج إلى تدخل عاجل، لمنع التجاوزات ضد المنتخب السعودي، ومحاسبة الجميع في كل الاتجاهات، هذا منتخب بلد، لا يجب أن يُترك بين أيدي من غلبتهم ميولهم، يتفننون في تدميره. ودمتم بخير،، [email protected]