انطلاقا من ايماننا وطاعة لربنا ونبينا، ونظرا لتقوى ولاة أمورنا وتكافل وتراحم وقيم أبناء شعبنا جاء الاهتمام بالأيتام ورعايتهم على رأس اهتمامات الوطن والمواطن، الحكومة والقطاع الخاص، ولاة الأمر وأفراد الشعب، وتجسد هذا الاهتمام في أكمل صوره بتنظيم تلك الرعاية وتحسين الكفالة لضمان حسنها ودوامها وانسانيتها، فأنشأت الدولة لذلك مؤسسات خاصة برعاية الأيتام يقع على عاتقها تقديم نموذج لمفهوم الكفالة الصحيح، الذي لا يعني فقط الإطعام أو الإكرام فقط، بل يعني التربية والإنفاق وحسن المعاملة؛ واستحدثت وزارة الشئون الاجتماعية برامج إنسانية للتكافل، فتحت فيها المجال لجميع أفراد المجتمع لدعم الأيتام وكفالتهم، فهناك برامج «الاحتضان» الذي يعد أحد البرامج المهمة لدمج الأطفال الأيتام وتوفير بيئة أسرية طبيعية لهم، وهناك برنامج «الأسر الصديقة» والذي يهدف إلى زيادة التفاعل بين المؤسسات الاجتماعية والبيئة المحيطة من خلال تكوين علاقات صداقة بين الأيتام وبين الأسر من خلال الزيارات والاستضافة الأسبوعية، وذلك تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا وطاعة لربنا ونبينا. وكيف لا؟ ورب العالمين أوصانا بهم ونهانا عن ظلمهم وقهرهم في ثلاثة وثلاثين موضعاً بالقرآن الكريم حيث قال تعالى «فأما اليتيم فلا تقهر»، ويقول أيضا «أرأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم»، ودعِّ اليتيم، أي ظلمه ومنعه حقه في العيش والصدقة أو منع الإحسان إليه، كما بشر الرسول الكريم كافل اليتيم برفقته في الجنة حيث قال (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما). الاهتمام الرباني والنبوي بالأيتام، جسده أولو الأمر برعايتهم وكفالتهم على أرض الواقع، وحققه أفراد المجتمع بتكافلهم، وكان هذا الاهتمام وهذا التكافل واضحا جليا في الأيام الماضية خلال اللقاء التعريفي بمشروع كفالة الأيتامذلك الاهتمام الرباني والنبوي بالأيتام، جسده أولو الأمر برعايتهم وكفالتهم على أرض الواقع، وحققه أفراد المجتمع بتكافلهم، وكان هذا الاهتمام وهذا التكافل واضحا جليا في الأيام الماضية خلال اللقاء التعريفي بمشروع كفالة الأيتام بالمنطقة الشرقية، الذي افتتحه صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء، وحضره صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مشروع كفالة الأيتام بالمنطقة الشرقية، ونظمته جمعية البر في الشرقية، واستضافته الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء بقاعة الشيخ سليمان الحماد، وشارك فيه جمع من المواطنين والخيرين ورجال الأعمال، الجميع شارك لدعم المشروع الذي قام بدور رائد في توفير أوجه الرعاية المادية والمعنوية والتربوية والاجتماعية الشاملة لأكثر من 5000 يتيم بالمنطقة ، بهدف تعزيز مبادئ الدين الإسلامي الحنيف في عقل اليتيم ووجدانه وتخفيف وطأة الحرمان التي يعانيها. ذلك المشروع هو نموذج لمظلة الرعاية الكريمة التي يلقاها الأيتام في المملكة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - والتي تشمل كافة نواحي الحياة سواءً الرعاية الاجتماعية ، النفسية، الصحية ، التعليمية، والترفيهية، والتي تهدف لتوفير بيئة تربوية سوية صالحة للأيتام ، تساهم في بناء شخصياتهم وصقل مهاراتهم واكتشاف مواهبهم ليفيدوا بها أنفسهم ووطنهم. [email protected]