لم يسبق عودة خادم الحرمين الشريفين بعد رحلة العلاج الناجحة بحمد الله شعور المواطنين بالفرحة والابتهاج بمقدمه الكريم سوى شعوره هو شخصيا -حفظه الله من كل سوء- بحاجة المواطنين وإحساسه الدائم بمعاناتهم ورغبته الصادقة في الوقوف دائما إلى جانب الفئات الأكثر احتياجا للدعم والمساندة منهم .. هذا الشعور ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين في الحقيقة ، كما أنه ليس بالجديد ، لكنه يأتي في وقته تماما لتأكيد التلاحم وحجم المحبة بين الشعب السعودي ومليكه المحبوب دائما .. وفي هذه الأيام يدور جدل في الأوساط الثقافية والفنية في المملكة بشأن تفصيل أوامر خادم الحرمين الشريفين المجزية و شمولها جمعيات الثقافة والفنون بفروعها ال 13 المنتشرة في مدن ومحافظات المملكة أسوة بالأندية الأدبية التي خصص لها وللجمعيات المهنية تقديم دعم مالي مقداره (000ر000ر10) عشرة ملايين ريال لكل ناد وجمعية» وقد جاءت صيغة بيان الأوامر كالتالي: إيماناً بأهمية دور الجمعيات المهنية المتخصصة ورغبةً منا في دعمها لتحقق أهدافها على الوجه الأكمل أمرنا بما هو آت: تقديم دعم مالي لكافة الجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها مقداره (000ر000ر10) عشرة ملايين ريال لكل جمعية» وبالتالي.. فإن الدعم الكريم من جلالته مستحق لجميع فروع جمعيات الثقافة والفنون والجمعيات الفنية الأخرى التي أنشئت حديثا أسوة بالأندية الأدبية بوصفها أيضا جهات ذات صفات اعتبارية وجمعيات متخصصة مهنية مستقلة ومتخصصة في مجال عملها لرعاية الأدباء والمثقفين والفنانين في المملكة بشكل عام .. وقد جاءت أوامر الملك حفظه الله لتنتصر بشكل خاص لفئات المجتمع الأكثر حاجة للدعم والمساندة سواء للمقترضين من بنك التنمية العقاري أو الطلاب المبتعثين على حساب الدولة أو تثبيت بدل غلاء المعيشة للموظفين وتسديد ديون المعسرين .. إلخ من دعم سخي لجميع أطياف المجتمع .. وبالتالي فإن الحاجة الماسة لدعم جمعيات الثقافة والفنون بجميع فروعها لا تقل أهمية إن لم تكن أكثر عطفا على طبيعة عملها وشموله لشريحة واسعة من الشباب السعودي المبدعين في كافة المجالات الفنية والأدبية الذين تقدر عضويتهم بالآلاف في بعض فروع الجمعية الرئيسية مقارنة بأعضاء الأندية الأدبية ، كما أن جمعيات الثقافة والفنون كانت ولا تزال على مدى أكثر من ربع قرن مضى بحاجة ماسة إلى زيادة مخصصاتها المالية التي تجمدت عند حدود معينة متواضعة زمنا طويلا وقللت من فرص بروزها بما لا يتناسب والخدمات الكبيرة المطلوبة منها أو التي تشارك فيها وتقدمها لجميع فئات المجتمع في مختلف المجالات والمناسبات الوطنية وغيرها .. إضافة إلى مشاركاتها وتمثيلها المشرّف دائما للمملكة في المحافل والمهرجانات الإقليمية والعربية والدولية .. جمعيات الثقافة والفنون كانت ولا تزال على مدى أكثر من ربع قرن مضى بحاجة ماسة إلى زيادة مخصصاتها المالية التي تجمدت عن حدود معينة متواضعة زمنا طويلا وقللت من فرص بروزها بما لا يتناسب والخدمات الكبيرة المطلوبة منها إن هذه الأوامر السخية من الملك بعشرة ملايين ريال لكل ناد وجمعية في المملكة سوف تسهم بشكل مؤثر أولا في خروج هذه المؤسسات الوطنية الهامة من دواليب مبانيها المستأجرة الصغيرة غير اللائقة والتي لم تلبّ حتى جزءا يسيرا من حاجاتها وحاجة العاملين فيها منذ تأسيسها وحتى الآن والبدء بشكل خاص باستثمار منح الأراضي التي خصصت لها من الدولة في العديد من المدن بما يسمح لها مستقبلا أن تقدم نشاطاتها بما يليق بدورها المأمول منها في نظر المجتمع داخليا وخارجيا .. وهو ما يدفعنا إلى القول بأن الأوامر الملكية قد جاءت في وقتها المناسب للتأكيد أولا على أهمية الرعاية الخاصة لشريحة المثقفين والفنانين في المملكة ، وتطوير آلياتها وحضورها ثانيا لتشمل كافة المدن التي لم تحظ حتى الآن بفروع للجمعية خصوصا وأن الثقافة الشعبية كانت ولا تزال الأكثر إقبالا و اهتماما ومتابعة من كافة شرائح المجتمع سواء في مجال الفنون الشعبية والتراث أو المسرح والفنون التشكيلية والخط العربي .. إن هذه اللفتة الأبوية الحانية من مقام جلالة الملك حفظه الله على شريحة واسعة من شباب المملكة المبدعين في مجال الثقافة والفنون تدفعنا إلى الأمل من جديد في أن تتم إعادة النظر بشكل عام في المخصصات المالية السنوية الضعيفة التي تمنحها وزارة المالية سنويا للأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون من دون تغيير أو تعديل منذ أكثر من ربع قرن حتى تمكنها من القيام بدورها المأمول منها في خدمة الوطن والمواطن على أكمل وجه بإذن الله .