تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يوم أمس الأول جائزة «الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني» التي تمنحها مؤسسة التراث الخيرية للجهود المميزة في التراث العمراني. وقد استحق سمو ولي العهد الجائزة عن جدارة نظير الجهود التي بذلها في سبيل المحافظة على التراث وجهوده في تطوير العمران. ولأن العمران والبناء عبر التاريخ هو سجل وشاهد على الجهود الناهضة، فإنه يشهد على جهود سمو الأمير سلمان البناءة في تطوير الرياض من مدينة صغيرة متواضعة إلى عاصمة شامخة تتباهى بفنون عمرانها وهندسياته المبدعة. كما أن جهوده، حفظه الله، واضحة في الحفاظ على التراث العمراني في الرياض، وبالذات قصور المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز، رحمه الله وطيب ثراه، في الرياض. وقصر المربع الذي تحول إلى مركز تاريخي ومتحف يعيد الذاكرة إلى حياة الآباء والأجداد وظروف معيشتهم وملكاتهم الفنية والإبداعية وفقاً لإمكاناتهم. وكذلك تطوير منطقة الرياض القديمة، جعل من قصر الحكم طرازاً معمارياً تراثياً فريداً بوظيفة عصرية. واصبح واحدا من معالم الرياض التاريخية وشاهدا على جهود سمو الأمير سلمان في البناء وربط الأجيال القادمة بهويتها التاريخية الخالدة وإمداد مواطني المستقبل بعبق الماضي وزهوه وشموخه. وجهود الامير سلمان في إنجاز المشروعات العبقرية الملهمة حقيقة على الأرض مشهودة تتحدث عن نفسها وتسجل عطاءها الأعين في كل يوم. ومنها مشروع تطوير وادي حنيفة الذي أصبح وادياً مفعماً بالحياة والعطاء. وسيخلد هذا الوادي اسم الأمير سلمان كرجل عمل وعطاء وبناء وجهد لا تقتصر فوائده وثماره على جيلنا الحاضر فقط، وإنما ستسعد به الأجيال القادمة وسيكون من اليسير عليها الإضافة والتطوير. ويمثل الوادي الآن محمية بيئية مؤسسة على أصول علمية متقدمة. وتتعانق جهود سمو الأمير سلمان مع العطاء الحضاري لجهود حماة البيئة العالميين في هذه الحقبة من التاريخ البشري. ومثل هذه الأعمال وإدارتها وإنجازها تمثل ريادة عالمية بمنظور المهتمين بالبيئة ونقائها وحماية المكونات الجغرافية الطبيعية. ولكل هذه الإنجازات التي حققتها جهود سمو الأمير سلمان وعبقريته الإدارية الفذة لهذه المشروعات التاريخية، استحق سموه عن جدارة جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني. ونحن شهود عيان على جهود سموه ومتابعاته ورئاسته المستمرة والمتوالية لمجلس هيئة تطوير الرياض وتطوير وادي حنيفة، من أجل أن يقدم سلمان لنا وللأجيال القادمة هذه الهدايا الثمينة التي ستخلد اسمه باعتباره واحداً من البناة الناهضين في وطننا والعالم.