قبل أكثر من 35 عاماً قطعت علاقتي مع أعز صديق بسبب اطلاقه إشاعة بوفاة والدي إثر حادث انقلاب سيارته، سبّبت هذه الإشاعة في إحداث ربكة وصياح وحزن في محيط الأسرة استمر لساعات نظراً لوجوده -رحمه الله- خارج نطاق المدينة وقت إطلاقها ولم يكن هناك بالطبع وسائل اتصال لتبيان صحة الخبر!. أسرد هذه القصة بسبب إشاعة تعرّض لها الزميل بتّال القوس من خلال تويتر، أسرع منبر لنشر الأخبار والإشاعات بجانب قلة قليلة جداً جداً من النساء، يقول مروّج الإشاعة بأن بتّال تعرّض لجلطة في الدماغ واستخدم المروّج خيالاً سينمائيًا في فبركة صورة عالية الجودة والدقة وهو مغمى عليه لتصبح قصة شبه حقيقية، سبّب انتشار هذه الصورة صدمة وأذىً لعائلته كادت أن تودي بحياة أحد أفرادها هل كان الدافع في نشر هذه الإشاعة اختلافاً في الرأي أم تصفية حسابات أم حسدًا أم مجرد هواية؟ أعرف أن بالإمكان علاج من به حسد أو ضغينة أو رغبة انتقام على أيدي أخصائيين نفسانيين ولكن عندما تتراكم هذه الأمراض في شخص يشعر بنشوة وسعادة غامرتين في نشر إشاعات قاتلة فلا علاج معه سوى الدعاء له بالهداية أو بشيء آخر لا أتمناه له ولا لغيره! سأمنح مروجّ هذه الإشاعة فائدة الشك وأفترض بأنها هواية، ألم يكن من الأفضل استخدام موهبته العظيمة وخياله الواسع ليكون مروّجًا خفيف دم يشيع فرحا وبهجة؟ لماذا لم يشع على سبيل المثال لا الحصر القصة العاطفية التي ارتبط بها بتاّل أيام شبابه مع الفنانة نعيمة الصغير سأمنح مروجّ هذه الإشاعة فائدة الشك وأفترض بأنها هواية، ألم يكن من الأفضل استخدام موهبته العظيمة وخياله الواسع ليكون مروّجًا خفيف دم يشيع فرحا وبهجة؟ لماذا لم يشع على سبيل المثال لا الحصر القصة العاطفية التي ارتبط بها بتاّل أيام شبابه مع الفنانة نعيمة الصغير، أو عن أصوله التي تعود لقبيلة الطوارق الأفريقية وتهديدهم له بستر وجهه بلثام الطوارق الشهير أثناء تقديم برنامجه في المرمى! لماذا لم تكن إشاعة عن اعتزامه الغناء لما يتمتع به من جاذبية المطرب الناجح خاصة صوته الحنون وبأنه عازم على استبدال برنامجه ليكون «في المغنى» بدلاً عن «في المرمى»؟ كنا سنضحك عليه ومعه ومع مروّج الإشاعة ونشكر الأخير بسبب إشاعته جوا من السعادة نحتاجه كثيراً هذه الايام!. ما سبق يؤكد لي عدم وجود فارق ما بين مروّج المخدرات القاتلة ومروّج هذه الإشاعة القاتلة أيضًا، فكلاهما يبحثان عن نشوتين نهايتهما تؤدي إلى الموت أحيانًا، ومروّج إشاعة الزميل بتّال وجدها في تغريدة نارية خرجت من فم تنين هائج وليس من فم طائر تويتر الرقيق! سيغضب مروّج تلك الإشاعة من كلامي هنا وأظن بأن خياله مشغول الآن لابتكار إشاعة جديدة، سأمنحه مطلق الحرية في ممارسة هوايته حتى لو أراد نشر إشاعة بوفاتي، فالموت حق ينتظرني في أوانه ولا يخيفني كثيراً، ومقابل ذلك أتوجّه بطلب من الأعزاء في تويتر وكل مكان إن وصلكم خبر وفاتي فأرجو التريّث قبل الحزن والبكاء علي (إن أردتم ذلك)، فربما تكون إشاعة وهو ما أتمناه، أما وإن كان الخبر صحيحًا فلا تحرموني من دعائكم وقوموا جزاكم الله خيراً بذكر محاسني –على افتراض أنني أملك منها شيئاً- ولا تنسوا واجب العزاء لعائلتي!. @NabeelAlmojil