كشف مستثمرون وعاملون في قطاع التعليم الأهلي بجدة عن عزوف 30 بالمائة من طلاب المدارس الأهلية بجدة وتوجههم إلى مدارس حكومية بعد أن فرضت المدارس الأهلية رسوم جديدة، وقال العاملون خلال حديثهم أمس ل «اليوم» عن إغلاق العديد من المدارس نتيجة عدم التزامها بنسب السعودة وإنفاذ قرار وزارة العمل الأخير، حيث إن أغلبية المدارس الأهلية تعتمد على معلمين ومعلمات غير سعوديين ويصرف لهم رواتب لا تتجاوز 1500 ريال، وأكدت ل «اليوم» عضو اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بمجلس الغرف التجارية ورئيس لجنة المدارس الأهلية للبنات في الغرفة التجارية الصناعية بجدة فريدة فارسي ان انسحاب 30 بالمائة من إجمالي طلاب المدارس الأهلية بمحافظة جدة وتوجههم إلى مدارس حكومية يأتي لفرض رسوم جديدة على الرسوم الدراسية، حيث إن بعض المدارس الأهلية أغلقت وتوجه طلابها لمدارس أخرى بديلة نتيجة عدم قدرتها على إنفاذ قرار وزارة العمل والالتزام بنسب السعودة، وقالت فارسي : إن العديد من المدارس الأهلية بدأت في تقليص موظفيها ومعلميها نتيجة أن نسبة 90 بالمائة من مصاريف المدارس الأهلية تتمثل في رواتبهم كون العاملين جميعهم من السعوديين، مشيرة إلى أن أبرز التحديات التي تواجهنا الآن عملية إغلاق المستقبل أمامنا بسبب غلاء أسعار الأراضي في المدينة حتى وصلنا الآن إلى الطاقة الاستيعابية القصوى للطلاب في مدارسنا ولا نرغب في حشر الطلاب بأعداد كبيرة في الفصول، حيث يتزامن ذلك مع طلب كبير جداً على المدارس فالخيار الوحيد أمامنا هو التوسع وإنشاء فروع إضافية في مناطق أخرى لكن غلاء الأراضي يحول دون ذلك وهذا الأمر ليس حصراً علينا فقط، بل كل المجالات الخدمية كالمستشفيات والمكتبات وغيرها حتى وزارة التربية تعاني الأمر نفسه.وعن المعوقات التي تواجه المستثمرين في التعليم الأهلي أفادت بأنها تتمثل في وجود الأنظمة والإجراءات المعوقة لنمو الاستثمار في التعليم، سواء في المناهج أو البرامج أو الإجراءات أو الخطط والعلاقات وصراع الأدوار بين وزارة التعليم وبعض الوزارات والمصالح الحكومية في الإشراف على المدارس الأهلية والترخيص لها؛ ما يؤدي إلى تأخر إجراءات المدارس الأهلية وتعطيلها، وتحدثت فارسي بأننا نحاول حاليا ضم أكبر عدد من المدارس إلى اللجنة لأن الانضمام يأتي وفق شروط معينة ووعدنا من يريد الانضمام المساعدة بالارتقاء بقطاع التعليم الأهلي في المنطقة. كما أن كونا لجنة موحدة للمدارس تكون مطالباتنا للجهات الحكومية والوزارات خصوصاً بصوت واحد وله تأثير أكبر من العمل الفردي، نحاول كذلك أن يكون بيننا نوع من التدريب المشترك بحيث تستفيد بعض المدارس من خبرات وكوادر المدارس الأخرى في مختلف التخصصات، ونقوم سنوياً بحملات توعوية وصحية على مدارسنا عبر المحاضرات والفنون التشكيلية وغيرها،وكانت وزارة العمل قد وضعت عدد من المدارس الأهلية ضمن النطاق الأحمر نتيجة عدم التزامها بنسب السعودة المقررة في توطين الوظائف الوطنية بالسوق المحلي، حيث رفضت عدم استقدام أو عدم تجديد أي وافدين جدد ليعملون في المدارس الأهلية وربط تجديد أقامات منسوبيها بنظام نطاقات.