نظرا لما لقيته من عنت ردود الفعل الغاضبة على مقالتي أمس عن الدكتور سلمان العودة وحبيبه الرئيس المصري، وتبعا لكشف المستور عن بعض (الدكاترة) المتصدين للفتوى الدينية والاجتماعية على الفضائيات وأنهم حصلوا على شهاداتهم العليا المزعومة من جامعات غير معترف بها، وبما أن الشعبية الطاغية في مجتمعنا تكون دائما من حظ هؤلاء المشايخ المزروعين في كل ركن تلفزيوني، فقد قررت أن أعين نفسي شيخا لتنادونني من الآن وصاعدا بالشيخ محمد العصيمي. وإذا لم تقنعكم الأسباب السابقة لمنحي هذا الشرف ففكروا مليا وقارنوا بين شيخ ولد البارحة وأصبح يفتي في (الطالعة والنازلة) وصحفي أمضى أكثر من ربع قرن ينحت في بلاط صاحبة الجلالة اليومية والأسبوعية والفصلية والمتخصصة، مشاركا برأيه الخاص ووعيه العام في تنوير مجتمعه ومطالبا بإحقاق الحقوق واحترام الحريات للجميع بلا استثناء، وإذا لم يشفع لي هذا الجهاد الصحفي المضني، الذي شيب رأسي وشاربي وأهدابي، فلتذهبوا إلى عقلي لتختبروه وتستبطنوا خلاياه المتدبرة في كوننا الاجتماعي الغريب، الذي لايزال يقبع في مؤخرة ركب المجتمعات في غرب العالم وشرقه، وخليجه القريب منا، لتعرفوا كم نحن غارقون في حالة (الاغتباط) العجيبة بمكتسباتنا التي تذروها رياح الغفلة والفوقية (الكذابة). أخيرا إذا لم تفعلوا وتمنحوني لقب (شيخ) فسوف أذهب إلى الجامعة الأمريكية في لندن أو جامعة كولمبس أو أقرب رصيف لأحصل على شهادة دكتوراة وأضع بعض البهارات وآتيكم محدثا في كل شؤونكم الوطنية والاجتماعية، ولن أسمح لكم وقتها بالنقاش أو المداولة حول كفاءتي. سأنتزع لقب (شيخ) انتزاعا وسأجد ملايين يلتفون حولي ويدافعون عن كل خطأ أرتكبه، بينما أنا أضع رجلا على رجل مسرورا بحالة الجماهيرية المجانية التي حققتها. تويتر: @ma_alosaimi