كانت القوى الكبرى في العالم تتذرع بتقاعسها عن الاعتراف بثورة الشعب السوري، وتتبرم بعذر أن المعارضة فصائل مفككة لا تربطها وحدة زعامية ولا قيادة هيكلية. وعلى اختلاف رؤى الثوار فإنهم قد حققوا وحدة سياسية وعسكرية بتشكيل الائتلاف الوطني السوري الذي يضم كبرى فصائل الثورة وأيضاً تشكيل المجلس العسكري السوري الذي يخضع للإرادة السياسية للائتلاف ويشكل وحدة عملياتية مقاومة على الارض. وبعد تلكؤ وممانعة وضغوط خليجية اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري. ومثلما شدد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل يوم أمس في كلمة لأصدقاء سوريا، فإنه لم تعد توجد أية أعذار أو مبررات للتقاعس عن مناصرة الشعب السوري بعد أن حاز الائتلاف الوطني السوري على اعتراف عالمي واسع بشرعية تمثيله للشعب السوري، والثورة السورية. ولا يوجد أي مبرر أن يجتمع ممثلو عشرات الدول الكبرى تحت عنوان «أصدقاء سوريا» بينما السوريون محاصرون بالدبابات والصواريخ وآلة الحرب المدمرة التي، في كل يوم، تأكل من أجساد السوريين وأحلامهم وتدمر مدنهم وتمارس ضدهم انتقاماً عدوانياً لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً في نوعه وبشاعته. والأكثر غرابة أن معظم المشاركين في اجتماعات أصدقاء سوريا يمثلون دولاً قوية تدعي وقوفها مع حقوق الإنسان وحماية حياته وكرامته وحقوقه ويلاحقون الإرهابيين والقتلة في كهوف الجبال ووديان الصحارى، ولكنهم منذ سنتين يتفرجون على نظام يشوي شعبه بنيران الحقد والكراهية، ولا يتفضلون إلا بإطلاق التصريحات التلفزيونية البلاغية، حتى أن الشعب السوري يئس من أية مساعدة دولية توقف المحرقة التي يرتكبها نظام الأسد. وأصبح السوريون يواجهون آلة النظام بصدورهم وبما يملكون من السلاح الخفيف، وعزيمة تتقوى وتشتد كلما اشتد هوس النظام بالولوغ في دمائهم. الآن أصبح للشعب السوري ممثل واحد يمكنه أن يتحدث باسم الشعب السوري وأن يحاور ويناقش المجتمع الدولي باسمه. ولم يعد يوجد أي عذر لدى الدول الكبرى للتلكؤ عن مساعدة الشعب السوري وانقاذه من آلة الإجرام التي ضحت حتى اليوم ب41 ألف إنسان وعشرات الآلاف من المفقودين وعشرات الآلاف من المفقودين والاسرى والمخطوفين وملايين من المشردين، حتى أصبحت المعاناة السورية عارا في جبين المجتمع الدولي الذي يستطيع من الغد إيقاف هذه المحرقة التي ترتكب بحق سوريا بشراً وأرضاً وحقولاً واقتصاداً وقدرات.