في أثناء متابعتي للمواقع الرياضية لفت انتباهي خبر فوز الإسماعيلي المصري على ضيفه الخرطوم السوداني في مباراة الإياب بنتيجة 5-صفر، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بنتيجة 3-1 للخرطوم في بطولة كأس الاتحاد العربي، والتي يشارك فيها النصر السعودي والفتح، في إشارة واضحة بأن كرة القدم ليس فيها مستحيل، وهذا ما أخشاه على النصر في مباراة اليوم أمام الحد البحريني، فنتيجة الذهاب قد تجعل النصر أكثر اطمئنانًا؛ لأنه يعتبر حسابيًا أكثر حظوظًا في التأهل لدور الثمانية من الحد البحريني، لكن الركون لهذا الأمر بشكل مطلق دون بذل مجهود داخل الملعب قد يجعل الحد البحريني أمام مباراة سهلة، وقد تنقله لدور الثمانية من أصعب الطرق بدل النصر. لهذا من الضروري أن يعي نجوم النصر هذا الأمر جيدًا، وأن يقدموا في المباراة مستوى ونتيجة تلغي أي مفاجأة قد تحدث لا سمح الله، خصوصًا وأن مدرب الحد قد قدم لهم أسرار الانتصار على طبق من ذهب دون أن يشعر، وقتل فرصة المفاجأة التي كانت من الممكن أن تساهم في انتصار فريقه على النصر والانتقال لدور الثمانية، بعد أن قال في المؤتمر الصحفي - الذي كان بعد مباراة الذهاب في الرياض - بأن ملعب المحرق مساحته صغيرة ولن يجد لاعبو النصر مساحات كبيرة حتى يقدموا مباراة كبيرة فنيًا كما فعلوا على استاد الملك فهد الدولي وسيكون الأمر سهلاً على فريقي. مدرب الحد قدم لهم أسرار الانتصار على طبق من ذهب دون أن يشعر، وقتل فرصة المفاجأة التي كانت من الممكن أن تساهم في انتصار فريقه على النصر والانتقال لدور الثمانية بهذا يكون الوضع قد أصبح واضحًا أمام مدرب النصر ونجوم الفريق في اختيار الطريقة المناسبة التي تنسجم مع صغر الملعب واللعب بأسلوب يتناسب مع مساحته، ولا أعتقد أن مدرب النصر لا يملك الطريقة المناسبة خصوصًا وهو يملك من النجوم القادرين - بعد توفيق الله - على تطبيق كل ما يطلب منهم، ربما تكون مساحة الملعب عاملاً مساعدًا للفريق النصراوي؛ لأنه فنيًا - وفق ما شاهدنا في مباراة الذهاب - أفضل بكثير من الحد البحريني، ولو اتبعوا الأسلوب السهل في التمرير والاحتفاظ بالكرة فترة طويلة مع استغلال بعض الثغرات التي قد يتركها دفاع الحد نتيجة اندفاعهم لتحقيق نتيجة ايجابية في أسرع وقت، ربما تتكرر نتيجة الذهاب في الإياب ويكون النصر بذلك قد قدم مستوى ونتيجة ترضي جماهيره وتخيف منافسيه في الأدوار التالية. سيدخل الحد البحريني المباراة تحت شعار - أكون أو لا أكون - وهو في تصوره لن يخسر شيء، هي مغامرة إذا ما نجحت فلن تكون للخسارة معنى، وهذا ما قد يُصعب مهمة النصر، فالاندفاع القوي الذي سيعمل عليه مدرب الحد البحريني قد يحرج النصر كثيرًا وربما يخرجه من جو المباراة، لهذا يجب أن يكون التصرف السليم والمدروس هو الذهاب بدقائق المباراة الأولى إلى بر الأمان دون أن يلج أي هدف في مرمى الفريق النصراوي، مما يزيد من الضغط النفسي على الفريق البحريني، ويستطيع نجوم النصر بعد ذلك بالمخزون المهاري واللياقي أن يقودوا المباراة بالطريقة التي يريدونها ويحققوا من خلالها نتيجة ايجابية تؤكد أحقيتهم في التأهل. في عالم كرة القدم المنافسات ذات النفس القصير تكون المباريات فيها مرتبطة ببعضها البعض من الناحية النفسية، بمعنى عندما تكسب في الدور السادس عشر بنتيجة كبيرة، فإن هذا يضاعف من حظوظك في المنافسة معنويًا ويضعف منافسك في الدور التالي؛ لأنه سيدخل لمباراة وهو تحت ضغط النتيجة الكبيرة التي حققها الفريق في الدور السابق، مما يسهل بعض الشيء من مهمته ويكون أكثر ثقة من الفريق المنافس. يملك النصر حاليًا فريقًا منظمًا ونجومًا قادرين على تحقيق أي بطولة، مع مدرب جيد ومتحمس للعمل ولديه رغبه واضحة لصنع فريق مميز يقوده لتحقيق ما يصبو إليه، هذا الأمر يؤكده حديثه في أول تصريح له بعد وصوله لتدريب الفريق النصراوي، فالرجل كان واضحًا عليه الثقة ولديه ما يضيفه للنصر، فقد كانت بصماته واضحة على أداء الفريق في المباريات السابقة، وهذا يدل على أنه قدم عملاً جيدًا خلال الفترة الماضية، ودرس كل جوانب الضعف، وعمل على تعديلها حتى أصبح شكل الفريق مختلفًا، وأصبحت المجموعة تقدم مستوى فنيًا جيدًا وأداءً منظمًا داخل الملعب خصوصا في الشق الهجومي إلا أن الجانب الدفاعي مازال يعتبر هو الأضعف بين كل خطوطه، ولولا الله ثم براعة عبدالله العنزي في الكثير من الكرات لأصبح خط الدفاع نقطة ضعف واضحة للجميع. البطولة العربية فرصة مواتية، يستطيع النصر من خلالها العودة مجددًا لطريق البطولات، فالانجازات وثقافة الانتصارات تبقي أي فريق على ذات الطريق وتستمر انجازاته، أما الابتعاد واستمراره فترة زمنية طويلة، تفقد الجميع التركيز وتجعل الفريق تحت الضغط الجماهيري والإعلامي. ودمتم بخير، ،