فنانة من فئة النجوم، أكاديمية ومتخصصة في مجالها، عشقت الفن منذ صغرها وتسير بخطى ثابتة وواثقة. كما تمتاز بشخصيتها الهادئة، بعيدة دائماً عن الضجيج الفني، اختارت لنفسها خطاً تسير فيه وحدها دون وصاية أو توجيه وترى أن مستقبلها لم يبدأ بعد، الفنانة (يلدا) بعد صمت طويل تفتح قلبها ل (اليوم) في الحوار التالي : تبرزين على الشاشة وتختفين خلفها بحيث لا نجد لك تواجدا إعلاميا لماذا ؟ لأني أؤمن بالظهور الضروري والمبرر عبر وسائل الإعلام المختلفة أما عدا ذلك فلمجرد التواجد فإني لا أحبذ هذا الشيء ولا أسعى له نهائيا. جميع ما في الساحة الفنية لا يشجع على ظهورك ؟ خلال شهر رمضان الماضي خرجت في لقاء عبر إذاعة الكويت مرتين ثم إذاعة صوت الخليج بخلاف اللقاءات الصحفية من أجل الحديث عن مسلسل (حبر العيون) لأنه كان من أكثر الأعمال الرمضانية متابعة وجسدت خلاله شخصيتين. لكنك تحدثت عن عمل وليس عن مسيرتك الفنية، يمكن أن نقول: إنك مغيبة إعلاميا ؟ لا أظن أني مغيبة إعلاميا .. ومسيرتي الفنية مسجلة في ذاكرة الجمهور من خلال الأعمال التي قدمتها ويتذكرونها إلى الآن والحمد لله. انتقالك للعيش من الكويت إلى قطر هل حد من نشاطك الفني؟ نعم .. إلى حد ما !! والسبب أن انطلاقتي في الفن من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، بمعنى أنني بنت الفن فكبرت في مجتمع فني وأكاديمي وتلفزيوني منذ بدايتي، إلى جانب أن الحركة الفنية في الكويت تمتاز عن قطر بالثراء الفني. بما أنك أشرت للمسرح دعيني أسألك : أين أنت من المسرح حاليا؟ قدمت ورشة إعداد ممثل لمجموعة من الشباب الواعد والنشط في نادي (الجسرة) في قطر. كما قدمت مسرحية (الورم) من إخراجي للكاتب سعد الله ونوس ولقيت استحسان الجمهور .. أيضا خلال الورشة قدمت تمارين للمنتسبين لتنمية أدوات التمثيل. وماذا عن مشاركاتك في مسرح الكبار ومسرح الطفل؟ العام الماضي شاركت في مسرحية أطفال بعنوان ( هروجة والثوب العجيب ) وعرضناها في دولة الإمارات مع فرقة الشباب الواعي بإشراف حسين مسلم. أما مسرحيات الكبار فكانت مسرحية وحيدة وهي ( عنبر و 11 سبتمبر ) إخراج وتأليف وتمثيل غانم السليطي وبطولة سعد الفرج، صلاح الملا، وعدد من فناني قطر . رغم أنك ابنة المسرح إلا أنك مقلة فيه .. ما السبب ؟ أحرص دائما على انتقاء أفضل ما يعرض علي سواء في المسرح أو التلفزيون. ما رأيك فيمن يقبل كل شيء يعرض عليه؟ كل شخص يتحمل إيجابيات وسلبيات اختياراته، لكن تأكد أن الظهور الدائم يحرق الممثل. شهدت المهرجانات الفنية في الخليج غيابا كبيرا للنجوم الكبار ووجهت الدعوات لأناس مبتدئين .. ما تعليقك؟ المهرجانات تكون ثرية عندما يحضر النجوم الكبار والمعروفون ويلتفت الإعلام أكثر له ويؤخذ على محمل الجد كلما زادت فيه الأسماء المعروفة والمشهورة، لكن مع الأسف بعد المهرجانات لا يهتمون بهذه النقطة الهامة. أنت كفنانة ألا يستهويك المشي على السجادة الحمراء وأمام عدسات المصورين كباقي الفنانات؟ الحضور يأتي لدعم المجهود الذي بذل من قبل طاقات قديمة وجديدة في المهرجان وليس المشي على السجاد فقط وأمام العدسات .. وبالنسبة لي شخصيا لم أفكر في المشي على السجادة الحمراء لأنها لا تعني لي شيئا. برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة إعلان الاعتزال الفني من قبل الفنانات وسرعان ما يعدلن عن قرارهن .. ما رأيك؟ هذا الموضوع يخصهن وهن أعرف بظروفهن هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كلمة اعتزال تطلق على الفنان الذي يملك تاريخا فنيا عريقا يفوق 20 عاما من العطاء. هل سنسمع يوما ما خبر اعتزالك؟ لا .. لأن الكلمة مازالت كبيرة علي ولها ثقل كبير لم أصل له بعد. كما أن الفن جزء من حياتي، حيث درست التمثيل والإخراج ووجدت نفسي في هذا المجال واستمتع به، وأسعى للتميز في اختياراتي وأعمالي. بعيدا عن الفن أين نجد يلدا ؟ متواجدة في البيت أو أمارس رياضة المشي دائما لمدة ساعة يوميا، حتى أثناء التصوير لابد من المشي قبل النوم. هل لديك هوايات أخرى محببة؟ أحب القراءة عن المسرح والفن بشكل عام واقرأ في علم النفس. كونك شخصية مطلعة في الكثير من الأمور كيف علاقتك بالسياسة؟ السياسة لها ناسها الذين يفهمون ما يدور فيها ومتخصصون في أمورها وأنا متابعة فقط لايماني التام بأن البقاء للإنسانية. الأحداث السياسية الدائرة في العالم ألا تؤثر فيك؟ تؤثر فيّ الأرواح التي تقتل بلا ذنب كذلك الصراعات التي تخلف وراءها الخراب والدمار لأن البناء صعب لكن الهدم بسهولة. رسالة أخيرة توجهينها لمن ؟ رسالتي لكل إنسان ألا يتوقف عن السعي في تحقيق حلمه مهما كانت المصاعب، خصوصا إذا كان حلمه إسعاد الآخرين.