المستقرئ لنصوص الشريعة الإسلامية يتبين له بوضوح أن الشريعة الغراء مبناها على رعاية المصالح ودرء المفاسد وحفظ الأمن الذي به يحفظ الدين وتحفظ الأنفس والأموال والأعراض والعقول وحياة الناس عموما لذلك دعت الشريعة الإسلامية بالضرب بيد من حديد لكل عابث وباغ في الأرض الفساد. والمسئول عن ذلك كله أي حفظ الأمن هو ولي الأمر لذلك قال ابن القيم رحمه الله (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها ....... ولهذا روي (ان السلطان ظل الله في الأرض) انتهى كلامه رحمه الله. خادم الحرمين الشريفين وسماحة المفتي في احد اللقاءات واجب التعاون ونحن هنا في بلاد الحرمين الشريفين قد من الله علينا بولاة أمر يحكمون فينا شرع الله المطهر ويقيمون حدوده ويحرصون على أمن البلاد وأهلها. يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: «وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر الله بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد، وأمن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة مالا يحصيه الا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على اكمال النقص، وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيادة الصالحة لا بنشر الشر والكذب ولا بنقل ما يقال من الباطل». والله لا نعلم دولة تطبق شرع الله مثل هذه الدولة هذه شهادة شهد بها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حيث قال سماحته: «والله لا نعلم دولة تطبق شرع الله مثل هذه الدولة ونحن لا نقول إن هناك عصمة من الخطأ، أو إن الناس لا يخطئون أو ولاة الأمر لا يخطئون حاشا وكلا أن نقول ذلك فالمعصوم هو من عصمه الله ولكن كل يخطىء ويصيب» ويضيف قائلا: «ولنعلم أن ما تحقق في هذه البلاد بين الراعي والرعية واجتماع واتفاق هو مضرب المثل ومحط النظر في جميع الأمم القاصية والدانية فهل يسوغ لنا أن نتساهل في أهدار ما وصلنا إليه». من جهة أخرى، أكد بعض العلماء والقضاة في المنطقة الشرقية على ما جاء في بيان هيئة كبار العلماء حول الأحداث والاضطرابات والفتن التي تجتاح العالم وما ترتب على هذه الأحداث من مظاهرات واختلال الأمن وترويع الناس لا سيما وان هناك من يتربص بنا الدوائر والمكائد. التلاحم والتراحم قال الشيخ عبدالرحمن آل رقيب رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية إن بيان هيئة كبار العلماء جاء في وقته المناسب فالعالم اليوم يعيش فتنا كموج البحار مما يدعونا ونحن في هذه البلاد الآمنة المطمئنة أن نسعى للحفاظ على هذه النعمة من خلال ما أكده بيان هيئة كبار العلماء من وحدة الصف والتلاحم والتراحم ونبذ الفرقة والالتفاف حول قادة هذه البلاد الذين يحكمون شرع الله ويطبقون حدوده فطاعة ولي الأمر فيما يراه من مصلحة الدين والمجتمع وحفظ الأمن طاعة واجبة انطلاقا من قول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، وحيث إن ولاة الأمر أكدوا منع المظاهرات وما شابها انطلاقا من نصوص الشريعة التي تمنع الفوضى والانفلات الأمني فالواجب السمع والطاعة وعدم الانصياع للدعوات المضللة التي تفرق شمل الأمة وتزرع الفرقة وتزعزع الأمن. بذل كل الأسباب التي تزيد من ترابط شعب المملكة مع حكومته الرشيدة هو الأساس الذي يجب أن نأخذ بهوحدة الصف وقال الشيخ «عبدالله اللحيدان» مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية، إن بيان هيئة كبار العلماء في المملكة على وحدة الصف في هذه البلاد – حرسها الله من شر الكائدين – ووحدة الصف هذه مبنية على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وبها تتحقق مصالح كبرى للعباد وللبلاد، وبدونها ينتشر الشر وتعم الفوضى. وأضاف إن النعم العظيمة في بلادنا – بلاد الحرمين – اجتماع والتفاف الشعب حول القيادة، بفضل ما انعم الله به عليها من الأخذ بالقرآن الكريم والسنة ولا يشتت أمرهم أحزاب أو تيارات وافدة، أو أفكار منحرفة ضالة. وأشار اللحيدان، إلى أن المملكة هي قبلة المسلمين، يؤمونها في الصلاة باتجاه الكعبة، ويحجون ويعتمرون إليها، لذا فإن ما دعت إليه هيئة كبار العلماء من بذل كل الأسباب التي تزيد من ترابط شعب المملكة مع حكومته الرشيدة هو الأساس الذي يجب أن نأخذ به جميعا، مع التعاون فيما بيننا والتفاهم والتواصل دون ما يشوش به أناس من أصحاب الأفكار الوافدة المنحرفة المضللة وأكد على لزوم جماعة المسلمين والتحذير من التحزبات، لأن الأمة في هذه البلاد أمة واحدة، متماسكة بما عليه أئمة الإسلام قديما وحديثا من لزوم جماعة المسلمين، والسمع والطاعة لولاة الأمر وفي الختام دعا ان يحفظ الله العباد والبلاد ويحفظ بلاد المسلمين من كل سوء ومن كل مكروه، وان يديم علينا نعمة الأمن والأمان.