كلّما ذهبت للهند أُحدِّثُ النفس بزيارة تاج محل، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن..فرغم ما يعني هذا الأثر من معاني معمارية وحضارية اسلامية هناك، فلذلك الأثر معاني رومانسية غالبة، إذ لا ننسى أن الملك شاه جيهان شيَّده ليحتضن رفاة زوجته! ومؤخراً تناولت الأخبار أن تركيا ستصطنع لها نشاطاً سياحياً يقوم على الحب والمحبين وقصص العشق في الأساطير التركية وما سواها من أنحاء العالم.. لتكون تلك الفكرة محوراً للاستقطاب السياحي. والمتحف التركي سيقام في مدينة أماسيا- كما تناقلت وكالات الأنباء- ورغم أن أماسيا هي مقر أسطورة العشق التركية بين فرهاد وشيرين؛ وتقول الأسطورة أن فرهاد اخترق الجبال بحثا عن محبوبته.. لكن الأتراك حتى يكون الاستقطاب أكثر تأثيراً وذا أبعاد تتجاوز حدودهم بلادهم، فقد قرروا أن «يستضيفوا» كذلك أساطير العشق من شتى أنحاء العالم، فسيأخذوا من تراثنا قيس وليلى ومن الانجليز روميو وجوليت.. يبقى علينا أن نحوِل ذلك لمبادرات ريادية وابداعية تستقطب المال والأعمال وفرص عمل وِفق رؤيتنا.. هذا كله يتوقف على مبادراتنا وجهودنا.. ولنبدأ بقصص مآثر الفروسية والكرم والخلق الرفيعوهكذا سيوجد الأتراك لمدينة آماسيا مغنطيساً اقتصاديا يستقطب الزائرين الذين سيقضون أوقاتاً رومانسية، لكنهم كذلك سينفقون انفاقاً سياحياً مهماً في المأكل والمشرب والإقامة وإقتناء الهدايا التذكارية.. بل وسيكون بوسع مطوري المشروع المبدع أن يجمعوا ألف قصة وقصة من شتى بلدان العالم بحاضره وماضيه، فتُقام من أجل ذلك متاحف فرعية ومطاعم متخصصة ومسارح لعرض المسرحيات ومهرجانات موسمية وحدائق وشوارع.. وفي النهاية فالموضوع توليد فرص استثمار وعمل من أجل تنشيط اقتصاد أماسيا. الملفت أن القائمين على فكرة «متحف العشاق» ابتدعوا الفكرة وسيوجدوا لآماسيا بُعداً اقتصادياً ومكاناً لامعاً مُتأججاً تنبض منه قلوب وتلمع عِبره النجوم..كل ذلك من مجرد فكرة، وأضيف فكرة عبقرية. وأزيد أن هؤلاء سيصنعون شيئاً من لاشيء، أو للإنصاف- مِن أن فرهاد المزعوم كان يعيش هناك وأنه شقّ الجبال عشقاً وهياماً بشيرين. أصدقكم القول: إن هذا الخبر ملفت ففرص التنويع الاقتصادي تتطلب ريادة وقدح فكر وإبداع أكثر من أي أمر آخر. لكن الريادة بطبيعتها تتطلب فكراً ايجابياً إبتداءً وبيئة حاضنة حانية على الأفكار الجديدة وليست طاردة. لا أقول: أن نقيم متحفاً او مهرجاناً للعاشقين هنا، لكن أقول كم من فكرة بوسعنا أن نطلقها ليكون لها مردود اقتصادي مؤثر يؤدي لتنويع اقتصادنا في مجالات السياحة والترفيه والترويح عن النفس وعدا ذلك من المجالات، فبلادنا تحتضن تاريخاً يكاد أن تصدح به كثبان الصحراء والجبال والهضاب.. يبقى علينا أن نحوِل ذلك لمبادرات ريادية وابداعية تستقطب المال والأعمال وفرص عمل وِفق رؤيتنا.. هذا كله يتوقف على مبادراتنا وجهودنا.. ولنبدأ بقصص مآثر الفروسية والكرم والخلق الرفيع. @ihsanbuhulaiga