نواة يتشكل كل شيء حولها ومنها، تحيطها هالة من النور المشع الثاقب كأشعة النجوم النيوترونية، تنفذ من خلال كل شيء للوصول لأي شيء، هي قلب لا يكف عن النبض.. هكذا وصف الفنان التشكيلي ناصر التركي المرأة التي ربط صفاتها بالنيوترون من خلال لوحاته في المعرض الذي اختتم الأربعاء الماضي واحتوى على 57 لوحة من مقاسات مختلفة تحمل نفس الفكرة. النيترون والمرأة وقال التركي: «بحكم تخصصي في علوم الفيزياء ربطت النيوترون بروح المرأة لتشابههما في الخصائص، فالنجوم النيوترونية شديدة اللمعان وتصدر أشعة قوية تصل لكل شيء وتخترق كل شيء، فهذه الصفات الضوئية المشعة الثاقبة رأيتها في المرأة في حياتنا، فهي نواة وقلب الكون التي تصل روحها لنا في كل مكان». وتابع: يظهر شكل المرأة في بعض الأعمال وأحيانا يختفي الشكل وتبقى الهالات الضوئية التي تصدر منها والتي تعبر عن النور الذي توجده المرأة. الفن والعلوم وأشار التركي إلى ارتباط الفن بجميع أنواع العلوم بشكل مباشر، وأضاف: «وبالنسبة لي فاللون وعمقه وكثافته، وانعكاس الضوء، والبروز الذي قد يتواجد في بعض الأعمال، جميعها مرتبطة بالفيزياء سواء للمتلقي أو لي كصاحب عمل، مؤكدا أن جميع أنواع العلوم مرتبطة بالفنون ارتباطا كبيرا في حال كان الفنان مطلعا على قواعد علمية معينة تخدمه في العمل، وبعض الأحيان يستعين بعض الفنانين إذا لم يكن لديهم الخبرة الكافية أو إذا كان العمل فيه خطورة بأشخاص متخصصين في بعض المجالات». الاهتمام بالفنون وأشاد الفنان التشكيلي بالنقلة الكبيرة التي تشهدها المملكة في مجالات الفنون التشكيلية موضحا أن الفن أصبح حياة نعيشها، «ففي السابق كانت الشوارع ميتة ولا نرى الفن والفنانين بشكل منتشر، أما الآن فأصبح الفن حياة وهذا هو الأصل، فنحن نعيش الفن في كل مكان، ومع الرؤية الجديدة أصبح الفرد يتشبع بالفن ويتأمل، ويركز في حياته على الأشياء من حوله». وأضاف: «المجتمعات العربية قليلة عندها الذائقة الفنية والاهتمام بالفنون، فعندما نوجد الفن في كل مكان من حدائق وشوارع واحتفالات ومتاحف، يغذي الذائقة العامة ويرفع مستوى الثقافة عند المجتمع حتى في تعاملاته، فرقي المجتمعات يأتي من الفن والثقافة لأنها تحكي تاريخنا وتراثنا، كما أن توضيح المفاهيم للمجتمع وتغيير الفكر لا يبدأ إلا من وجود الفن والثقافة في حياتنا».