فن التعامل وإيجابية التربية مع أبنائنا ضرورة، هناك قاعدة وضعها علماء النفس التربويون لتطبيق إيجابية التربية، هذه القاعدة تعتمد على غرس الثقة في نفوس الأبناء وتنمية مفهوم الذات الإيجابية لديهم، سواء كان من قبل الأسرة أو من قبل المدرسة، هذا الأمر في غاية الأهمية، فهو مفتاح الشخصية السوية والطريق الأكيد نحو النجاح في الحياة الأكاديمية والعملية، فلينتبه كل مربٍ في البيت أو في المدرسة وليطبق هذه القاعدة مشكوراً. أثبتت الدراسات أن الفرق بين من يتمتع بثقة عالية في قدراته ويمتلك مفهوم ذات إيجابيا وبين من يفتقد الثقة بالنفس ويمتلك مفهوم ذات سلبيا، كالفرق بين شخصين تواجدا في حجرة واحدة وعندما سُئل كلٌ منهما ماذا ترى حولك؟ أجاب الأول إني أرى نوافذ مفتوحة، وأجاب الآخر إني لا أرى سوى جدران مغلقة. هذا هو الفرق بين إيجابية التربية وسلبيتها، والمسؤول عن كلتا التربيتين نحن!! «الأسرة» المرآة التي يرى الطفل فيها ذاته، وأسلوب وطريقة تربيته هي الصورة التي تُنقل للطفل فتتبلور عن ذاته وإحساسه بالرضا عن نفسه أو عدمه، فمن خلال تفاعل الأسرة معه وأساليب معاملتها له منذ الطفولة وحتى الكبر تنتقل الصورة بشكل دقيق تلقائي وتكوّن شخصيته «أنت ذكي» أو سريع الفهم أو عديم الفهم وأمثال هذه الأخطاء في التربية كثيرة. امتلاك مفهوم الذات الإيجابي أو السلبي أثبتت الدراسات أنه مكتسب ولا دخل للوراثة فيه. لنكن حذرين معهم رجاءً، خاصة في فترة الامتحانات، فما المانع إذا أحسسناهم بأنهم سريعو الحفظ أو أنهم قادرون ولن يعجزهم شيء؟ الطلبة الذين يتمتعون بمفهوم ذات مرتفع لا يصعب عليهم سؤال في الامتحان ويفخرون بإنجازاتهم المتميزة المدعومة برفع المعنويات العالية والثقة بالنفس الكبيرة من قبل البيت والمدرسة، فترتفع تبعاً لذلك مستويات استقلاليتهم عن الآخرين، فلا يحتاجون مساعدة أحد أثناء تأدية الامتحان ولا يفكرون بالغش كفاقدي الثقة بأنفسهم. ولا يعجزون عن حل مسألة معقدة يسخِّرون كل قدراتهم الفكرية وطاقاتهم ليصلوا للحل أو لأقرب حل يوصل للفكرة المهم أنهم يحاولون. وعلى النقيض منهم الذين يملكون مفهوم ذات سلبيا، هروب وتجنب المواقف التي تسبب الخوف لهم والإحباط، أما في قاعة الامتحان فيدَّعون المرض وهذا يحصل كثيراً أثناء الامتحانات. أذكِّر المربين: رجاء لا تسدوا طاقات الأمل بأساليب سلبية غير مقصودة، عزِّزوا ثقتهم بأنفسهم فهي السبيل لعلاج خوفهم من الامتحان. أبناؤنا أمانة نريدهم أن يكونوا أفضل منا بلا شك، لكن ومع الأسف الشديد نخطئ وتترتب على أخطائنا كوارث نفسية دون أن نشعر. التعامل بفن معهم وهم يقدمون الامتحان من أهم الضروريات حتى لا يدخلوا في دوامة التخبط والإحباط لا قدر الله. النجاح والتوفيق أرجوهما لكل طالب وطالبة.. وكل عام وأنتم بخير.