تلقت إيران ضربة موجعة يوم الإثنين الماضي، عقب إعلان إدارة ترامب وضع «الحرس الثوري» على لائحة المنظمات الإرهابية، في خطوة غير مسبوقة حيث تعتبر هي المرة الأولى التي يتم تصنيف جيش لدولة أجنبية بالكامل منظمة إرهابية، وإن كان قد تم استهداف أجزاء من قوات وقيادات الحرس الثوري من قبل وتصنيفهم على قائمة العقوبات، حيث قامت وزارة الخزانة الأمريكية الشهر الماضي بتصنيف 25 شخصا وكيانا إيرانيا وشركات وهمية على قائمة العقوبات؛ لدورها في تمويل العمليات الإرهابية للحرس الثوري، كان على رأسها بنك «أنصار» ذراع الحرس الثوري لتبادل العملات، وشركة «أنصار» للصرافة التابعة له أيضا. وفرضت قبل ذلك عقوبات على قائد الحرس الثوري ووزير الدفاع الإيراني وقائد البرنامج الصاروخي والجوي للحرس الثوري، ووضعت شركات تابعة ل«مقر خاتم الأنبياء» على قائمة العقوبات. كما فرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في يونيو 2010 عقوبات مشتركة على الحرس الثوري، أغلق الاتحاد بموجبها جميع الحسابات المصرفية الخاصة بالحرس الثوري. لكن كما قلت أن يصنف جيش كامل في دولة أجنبية كمنظمة إرهابية هذه أول مرة بالتاريخ وخطوة مهمة في مكافحة الإرهاب الإيراني. وقد برر الرئيس ترامب في بيانه أن «الحرس الثوري هو أداة الحكومة الرئيسية لتوجيه وتنفيذ حملتها الإرهابية العالمية، وأشار إلى أن «الولاياتالمتحدة ستواصل الضغوط المالية على إيران، وسنزيد من كلفة دعمها للأنشطة الإرهابية». ويأتي هذا القرار تنفيذا للإستراتيجية الأمريكية تجاه إيران التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو في مايو 2018، والتي تهدف إلى منع إيران من التدخل في الشؤون الداخلية للدول من خلال دعم الميليشيات العسكرية لزعزعة الأمن والاستقرار ومنعها من تمويل الإرهاب لاسيما للحرس الثوري المسؤول الأول عن تمويل المنظمات الإرهابية والميليشيات التابعة لإيران في العراقوسوريا ولبنان واليمن. فلا يخفى عن أحد أن الحرس الثوري والذي يعتبر أهم جهاز عسكري وأهم مؤسسة اقتصادية في إيران، لا يقتصر نفوذه داخل البلاد، إذ يضم ما يعرف باسم «فيلق القدس»، الذراع الخارجية القذر المنخرط في عمليات تجسس وتفجير ودعم ميليشيات والضلوع في حروب إقليمية. وبحسب كثير من التقارير تنفق إيران عبر ذراعها الخارجية أكثر من 16 مليار دولار على تمويل المنظمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في المنطقة حتى تحولت المنطقة إلى صفيح ساخن ومستنقع من الدماء والدمار. ففي سوريا فقط أنفقت إيران أكثر من 100 مليار دولار على الحرب، وفق إحصائيات غير رسمية. وتستوجب هذه الخطوة استهداف قوات الحرس الثوري المنتشرة في العراقوسوريا واليمن من قبل الطائرات العسكرية الأمريكية. كما أنه سيعامل قوات الحرس والمتعاطفين معه كإرهابيين مما قد يشكل ضغطا قويا على الحرس الثوري ويخسر مع الوقت الدعم الشعبي داخل إيران وخارجها. كما أنه من المتوقع أن تفرض الولاياتالمتحدة في هذه الحالة العقوبات على أطراف ثالثة في مختلف بلدان العالم، تقوم بالتعامل الاقتصادي والتعاون العسكري والتسليحي مع الحرس الثوري. وأخيرا يصدق على هذا الحرس الثوري وصف محسن سازغارا (Mohsen Sazegara) العضو السابق المؤسس في الحرس الثوري، بالمؤسسة الغريبة والعجيبة في عملها ونشاطها فيقول: «بدأ الحرس الثوري بالنشاط الاقتصادي، ومن ثم النشاط السياسي وتحول إلى مؤسسة غريبة لا مثيل لها في العالم. فهو يماثل الجيش الأحمر الروسي، لكنه وفي نفس الوقت يعمل كال«كا جي بي» ويعمل من جهة أخرى ك«Trust Group» رأسمالي على النمط الغربي، وفي نفس الوقت ينشط كعصابة مافيا Mafia. فهو بحق يعتبر اخطبوطا ابتلع الدولة وسيطر على كل مجالات الحياة الإيرانية.