عاشت القارة الآسيوية يوم السادس من أبريل الماضي 2019 حدثا تاريخيا مهما في مسيرة كرة القدم الآسيوية بعد أن أفرز الاجتماع التاسع والعشرون للجمعية العمومية الآسيوية بكوالالمبور قناعة الآسيويين بالإجماع بتزكية معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيسا وقائدا لآسيا حتى عام 2023م، حيث استطاع خلال السنوات الست الماضية خلق حالة من الاستقرار والتناغم، ونجح الرئيس في ترجمة شعار برنامجه الانتخابي (آسيا المتحدة) خلال فترة رئاسته، التي سادت فيها روح الوحدة والتضامن أركان كرة القدم الآسيوية. وتجلت وحدة العائلة الكروية الآسيوية في العديد من المحطات المهمة، فكان الإجماع الآسيوي حاضراً بقوة على كل القرارات، التي طرحت على اجتماعات الجمعية العمومية، التي مارست الدور المناط بها بروح من المسؤولية العالية والثقة الكبيرة برؤى وأفكار رئيس الاتحاد القاري الرامية لتطوير مخرجات اللعبة على كل الأصعدة. وفي مشهد واضح على حالة التجانس والوحدة بين العائلة الآسيوية، صادقت الجمعية العمومية خلال اجتماع الكونجرس الذي عقد مؤخرا في شهر أكتوبر الماضي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور بأغلبية كبيرة 42 اتحاداً من أصل 46 اتحاداً يحق لها التصويت، على تعديل بعض بنود النظام الأساسي للاتحاد الآسيوي، لتعلن عن بداية حقبة جديدة تضمن أعلى معايير الحوكمة الجيدة. كما صادقت الجمعية العمومية على اعتماد اتحادات المناطق الجغرافية الخمسة في الاتحاد، ورحبت بهذه الاتحادات كشركاء في تنفيذ إطار الرؤية والمهمة خلال السنوات المقبلة، كما تمت المصادقة على تعديل النظام الأساسي، بحيث يصبح المرشح لرئاسة الاتحاد بحاجة لترشيح ثلاثة اتحادات وطنية أعضاء، ولكن لا يشترط أن يكون من ضمنها الاتحاد الوطني الذي يمثله. مقاعد تنفيذية وتحدٍ جديد في الكونجرس الآسيوي تم إقرار زيادة عدد مقاعد المكتب التنفيذي من 25 مقعدا إلى 30 مقعدا بواقع مقعد لكل من المناطق الجغرافية الخمس «الغرب والشرق والجنوب والوسط والآسيان» لينطلق تحدٍ جديد لملء تلك المقاعد بالانتخاب إذا ما تمت التزكية من قبل الاتحادات الوطنية الخمسة لأحد مرشحيها وتبدو ملامح الهدف من الزيادة لإضفاء مرونة التنفيذ العاجل للمواضيع في المكتب التنفيذي بدلا من انتظار الجمعية العمومية، خاصة في المسائل التي تحتاج لوقت سريع للمصادقة عليها، حيث سيكون المكتب التنفيذي ممثلا بثلثي الجمعية تقريبا. وسيكون اتحاد «غرب آسيا» محل الترقب إذ ستكون الأنظار مشدودة حول الشخصية، التي سيتم ترشيحها من الغرب الآسيوي لشغل المنصب، والتي تتمحور حول اتحادات «السعودية والإمارات والأردن والكويت وسوريا» على اعتبار أن «البحرين وفلسطين وعمان واليمن ولبنان والعراق» ممثلة حاليا بالمكتب التنفيذي وسيكون يوم الثالث من يونيو المقبل موعدا لإعلان الشخصية، التي سيتم ترشيحها لشغل المنصب في الكونجرس الذي سيقام في باريس على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي الكروي على أن يتم استلامه للمنصب رسميا وبشكل كامل في الجمعية العمومية، التي تلي كونجرس باريس، حيث سيبقى عضو «مراقبا» لا يملك حق التصويت على القرارات حتى تأييده من الجمعية وفي حال ترشح أكثر من شخصيتين فسيتم إرجاء ذلك للانتخابات. نهوض علمي بالتحكيم حرص الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عهد معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة على تهيئة كل الظروف المثالية لتطوير قطاع التحكيم في القارة الآسيوية باعتباره أهم مرتكزات المنظومة الكروية وجزء رئيس من نجاح أي حدث كروي لما يمثله قضاة الملاعب من أهمية في تحقيق عوامل النجاح لمختلف البطولات، حيث عمد الاتحاد من خلال إدارة التحكيم إلى وضع العديد من الخطط والإستراتيجيات الرامية إلى مساعدة الاتحادات الوطنية لتخريج أفضل الحكام وصقل قدراتهم لإدارة أكبر البطولات القارية والعالمية. ولعل السنوات الست الماضية من عمر الاتحاد شاهد على العديد من المبادرات وأوجه الدعم، التي قدمها الشيخ سلمان بن إبراهيم للحكام الآسيويين، حيث تم في شهر نوفمبر 2017 إطلاق أكاديمية الحكام في العاصمة الماليزية كوالالمبور وهي الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، حيث يخضع الدارسون فيها لبرنامج علمي على مدى أربع سنوات يشمل ثلاثة مستويات ويتضمن دورات متعددة تركز على الجوانب الفنية والبدنية والذهنية. وشهد التحكيم الآسيوي طفرة كبيرة وتطورا هائلا في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم وتجلى في رفع عدد حكام النخبة في القارة الآسيوية إلى 110 حكام إلى جانب اختيار 16 حكما آسيويا لإدارة مباريات كأس العالم 2018 في روسيا وهو أكبر عدد في تاريخ التحكيم الآسيوي في كأس العالم بعد كسر الرقم القياسي السابق البالغ 14 حكما آسيويا في نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، حيث إن اختيار هذا العدد غير المسبوق في تاريخ نهائيات كأس العالم يؤكد التطور الملموس في مستوى الحكام الآسيويين ويعزز مكانة التحكيم الآسيوي على الساحة الدولية. الحلم الآسيوي احتل موضوع المسؤولية الاجتماعية اهتماما ملحوظا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وذلك في تأكيد للدور الإنساني الكبير، الذي يتبناه الاتحاد القاري لتقديم اتحاد كروي نموذجي يحاكي ما تقدمه الأممالمتحدة من أعمال إنسانية حول العالم. وفي مقدمة تلك المبادرات الرائدة إطلاق مؤسسة الحلم الآسيوي، التي تتولى تقديم المساعدات للمجتمعات الآسيوية بطريقة شفافة وفعالة، وذلك من خلال تقييم الحاجات الفعلية في كل الاتحادات الوطنية الأعضاء من برامج المسؤولية الاجتماعية، ومراقبة التطور في المشاريع القائمة لضمان المحاسبة والنزاهة في الاستفادة من كل المساعدات. تطوير تاريخي للمسابقات احتلت عملية تطوير المسابقات الكروية، أولوية في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم باعتبارها واجهة اللعبة في القارة وأداة قياس مدى تطورها، ومنصة إظهار المواهب الكروية في آسيا. فقد اتخذ الاتحاد القاري قراراً بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس آسيا لتصبح 24 منتخبا اعتبارا من نسخة عام 2019 التي أقيمت مؤخراً بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يعطي الفرصة لمزيد من المنتخبات الآسيوية للمشاركة، ويضفي المزيد من الإثارة لهذه المسابقة ومواصلة تطوير كرة القدم أهمية في جميع أنحاء القارة وزيادة المتابعة الجماهيرية وتعزيز المزايا التسويقية للبطولة. توسيع قاعدة المشاركة في دوري الأبطال وحرص الاتحاد الآسيوي على توسيع قاعدة المشاركة في مسابقة دوري أبطال آسيا من خلال توحيد معايير المشاركة بالبطولة مع معايير ترخيص الأندية بهدف تفادي التعارض بينهما، حيث تم نقل بعض معايير المشاركة بدوري أبطال آسيا إلى نظام ترخيص الأندية ودمج بعض المعايير الأخرى لتعكس واقع الاتحادات الوطنية وروابط الدوري، في حين تم تصنيف بعض المعايير على أنها غير إلزامية، الأمر الذي سمح في رفع عدد الدول التي تتواجد أنديتها في المسابقة. نظام تصنيف جديد للاتحادات الآسيوية وتم اعتماد نظام تصنيف جديد للاتحادات الآسيوية، ويعمل النظام علی ترسيخ مبادئ العدالة والشفافية من خلال الاستناد على نتائج منتخبات وأندية كل بلد في البطولات الآسيوية خلال السنوات الأربع الأخيرة (30% للمنتخبات و70% للأندية)، بعد اعتماد التصنيف، فإن الاتحادات الوطنية التي تحصل على المراكز من 1-24 تحصل على مقاعد مباشرة في دوري أبطال آسيا، حيث يتوجب على الاتحادات الوطنية أيضاً بعد الحصول على التصنيف المطلوب أن تلبي معايير ترخيص الأندية ووجود برامج للنزاهة في الاتحاد وتنظيم بطولة دوري للمحترفين والإدارة، وتواجد المرافق بحسب التعليمات، وتوافر نظام جيد للدعم اللوجيستي. في المقابل، فإن الاتحادات الوطنية التي تحصل على التصنيف 25-32 تكون مؤهلة للمشاركة في الدور الأول من كأس الاتحاد الآسيوي، أما الاتحادات المصنفة بين 33-47 فستحصل على فرصة المشاركة في الدور التمهيدي لكأس الاتحاد الآسيوي. ارتفاع هائل في الجوائز المالية كما شهدت الجوائز المالية المخصصة لبطولات الأندية ارتفاعا ملحوظا في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، حيث ارتفعت الجائزة المالية المخصصة لبطل دوري الأبطال من 1.5 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار، فيما أصبحت الجائزة المالية المخصصة لبطل كأس الاتحاد الآسيوي 1.5 مليون دولار بعد أن كانت 350 ألف دولار قبل تسلم الشيخ سلمان مهامه.