قال خبراء في الشؤون السياسية: إن التطورات في ليبيا وزحف قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر صوب العاصمة التي يطلق عليها عملية «تحرير طرابلس» هي ضربة قوية للميليشيات والجماعات الإرهابية التي تمولها قطر، وتمدها تركيا بالأسلحة. وانتقدوا في أحاديثهم ل«اليوم»، بيان وزارة الخارجية القطرية الذي يتضمن تحريضا للدول الأجنبية على التدخل في شؤون دولة عربية. » ريبة وشك قال الخبير في الشؤون الليبية، محمد فتحي الشريف: بدون شك، إن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إبان وجوده في ليبيا عن قلقه إزاء الأحداث الراهنة، ومطالبته بالتهدئة وضبط النفس ووقف تحركات الجيش، تشير إلى الريبة والشك في الموقف الأممي خصوصا أن المنظمة الدولية لم تنتفض إزاء الإرهاب والرعب والخراب الذي تسببت فيه الجماعات الإرهابية والمتطرفة والميليشيات المسلحة. مشددا على أن الجيش الليبي يحرز تقدما على الصعيد الميداني وعازم على استمرار ما بدأه منذ 2014 بتطهير كافة الأراضي الليبية من خطر الإرهابيين والمرتزقة، ولن يحيد عن تحقيق نتائج ملموسة فيما يسميه عملية «الكرامة»، مشيرا إلى أن قوات عسكرية تابعة للجيش الليبي وصلت إلى جنوب مدينة غريان على بعد 120 كلم جنوب غرب طرابلس. ولفت الشريف إلى أنها ستواصل الزحف في الغرب بعد تطهير الجنوب، محذرا في ذات الوقت من وقوع ليبيا في فخ حرب أهلية بعد حدوث اشتباكات بين الجانبين. » المساعي السلمية ويرى الشريف أن هذا الموقف الملتهب أجهض أية مساع سلمية كان سيتم مناقشتها في «الملتقى الوطني الجامع» برعاية الأممالمتحدة في منتصف أبريل الجاري؛ بهدف إعداد «خريطة طريق» لإخراج البلاد من الفوضى، مؤكدا أن الفترة الراهنة هي مرحلة المواجهة وتجفيف منابع الإرهاب بعد الصمت الدولي إزاء المواقف التخريبية لهذه الميليشيات. وانتقد الشريف بيان وزارة الخارجية القطرية الذي وصف «تحركات» الجيش الوطني الليبي بأنها تصعيد عسكري، كما وصفها بأنها تقوض مسار الحل السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة، مشددا على أن الدوحة تصدر أكاذيب لرغبتها في استمرار دور الجماعات الإرهابية التي تمولها، مؤكدا أن أخطر ما تضمنه بيان نظام الحمدين هو تحريضه لدول أجنبية بالتدخل في شؤون دولة عربية، إذ نص البيان على ضرورة تفعيل نفوذها لإيقاف الاعتداءات الأخيرة على غرب ليبيا والتي تعد خرقا واضحا للاتفاق الأممي. » تعميق الأزمة ومن جانبه، طالب المحلل السياسي والخبير في الشؤون الليبية حامد فارس، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج بالاصطفاف مع الجيش الليبي، لافتا إلى أنه يجب على جميع الليبيين دعم تحركات الجيش الوطني في القضاء على الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية والمتطرفة. وأعرب فارس عن استغرابه من الحشد الدولي المفاجئ ضد الجيش الليبي ما يشير إلى رغبة بعض الدول في استمرار تعميق الأزمة الليبية. وقال عضو المجلس المصري لمكافحة الإرهاب والتطرف خالد عكاشة: الجيش الوطني الليبي يرتكز بنجاح في مرتفعات «غريان» جنوبطرابلس العاصمة استعدادا للزحف نحو العاصمة، والحسم هي الصيغة الغالبة على خطة تحركات وحدات الجيش الوطني الليبي على الجبهة الغربية، فيما يسيطر الارتباك على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى ليبيا غسان سلامة أمام هذا المتغير الفارق. مشددا على أن تطهير طرابلس من الميليشيات المسلحة التي تضم مرتزقة وعناصر من جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة ومن خلفهم مموليهم وداعميهم، ليست نزهة مريحة للجيش الليبي الذي درس جيدا ما سيلاقيه من صعوبات عند الاقتحام، لافتا إلى أن هذه الجماعات المتطرفة تتمسك بأجندتها المخربة والمدمرة لخيرات ليبيا.