يبدو أن نقطة الاختلاف في الأداء بين النصر والهلال هي العزيمة والإصرار، فالأول أظهر رغبته وضحى لأجل ذلك، والثاني اسكتان للفارق، حتى انتزعت منه الصدارة وذهبت للفارس، بالفعل هي ليلة تاريخية لديربي مجنون بكل تفاصيله، فاللقاء حمل في طياته الكثير من جماليات وروعة كرة القدم، ولكن الرغبة الجامحة للنصر كانت حاضرة وبقوة، فواضح أن التهيئة النفسية من قبل الإدارة أعدت بطريقة مثالية للغاية لدرجة أن اللاعبين أدوا ما عليهم بكل همة وروح عالية ولآخر ثانية، فالتفاؤل بالانتصار كان شعار العالمي كيف لا ولاعبوه تميزوا بالإبداع، فروح المغامرة والمجازفة كسرت القيود وجلبت الصدارة، فالطريق إلى القمة يحتاج إلى مزيد من الهمة، هكذا كان لاعبو النصر مدركين لذلك وهذا ما شاهدناه على أرض الدرة، فالسمات الذهنية حينما تحضر داخل الميدان تكن القدرة أوسع وأشمل لحصد الانتصار وهذا ما تميز به نجوم النصر العالمي، وكما جماهيرهم، التي أبدعت وتميزت في المدرج وكان تأثيرها واضحا على أداء اللاعبين ولا ريب أن نجم اللقاء برونو تجلى وأحرز هدفين وكان لاعبا متميزا بلا أدنى منازع..!! أما الهلال فكان بإمكانه حسم الدوري وبنسبة عالية لو انتصر في نزالاته السابقة، خاصة أمام الوحدة وأُحد فكانت الفرصة مواتية، وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره ومدجج بنجومه، ولكن يبقى أن أقول إن طريقة السيد زوران أفقدت الفريق الكثير من الاتزان، إضافة إلى انخفاض مستوى بعض اللاعبين وعلى رأسهم هداف الفريق جوميز، فلذلك اختفى الموج الأزرق بجل عطائه أمام قوة وهيبة العالمي، فالتهيئة النفسية لم تكن بالشكل الصحيح وهذا ما ظهر على اللاعبين؛ مما جعل النصر يسلطن ويسيطر على كثير من أوقات المباراة وكيفما شاء، ولكن في كل الأحوال الدوري لم ينته بعد، وهناك خمس جولات متبقية ربما تحدث فيها تقلبات مفاجئة وكما هو معروف عن مبارياتنا..!!