يوجد لدينا في السعودية شبكة سكك حديدية يتجاوز مجموع أطوالها (4618) كيلو مترا وهي قطار الرياضالدمام وقطار سار ينطلق من الرياض مرورا عبر المجمعة والقصيم وحائل والجوف والحديثة وقطار الحرمين الذي ينطلق من مكةالمكرمة عبر جدة وصولا إلى المدينةالمنورة، ومع التوسع في السكك الحديدية بدأت تظهر مشكلات مصاحبة تتعلق بالتعدي على هذه الشبكة المترامية الأطراف من خلال الوقوف على القضبان أو تسهيل مرور الإبل أو العبور عليها بالمركبات بالقرب من مرور القطار، وربما يصل الأمر بالبعض إلى التخييم بالقرب منها وخاصة مع موسم الأجواء الجميلة والربيع الذي شهدته المملكة هذا العام مما يتسبب لا قدر الله بخسائر بشرية واقتصادية كارثية لا تحمد عقباها، وبالتأكيد أن مثل هذه السلوكيات لا يمكن أن تصدر من أشخاص أسوياء يدركون ما تسببه مثل هذه التجاوزات التي تعرض سلامة الركاب للخطر، ولنا أن ندرك حجم الكارثة عندما يتعرض قطار لحادث من هذا النوع يحمل داخله مئات الأشخاص من نساء وأطفال ورجال بسبب تصرف أو مراهقة غير محسوبة العواقب، ولا يمكن أن نبرر حسن النية عند من يقوم بهذا العمل فربما يقول البعض إنه أراد عبور القضبان وعلقت المركبة أو أن الابل عند مرورها لم يكن هناك قطار قريب وغيرها من مبررات لا يمكن قبولها بتاتا، ولذلك بعد تكرار مثل هذه المخالفات أطلقت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» سلسلة حملات بعنوان «سكة السلامة» للتوعية بخطورة اجتياز السكك الحديدية أو الوقوف عليها أو تخريبها، والتحذير من عواقب الإهمال الذي قد يتسبب في حوادث فظيعة، مع توضيح الآثار البشرية والاقتصادية والمادية لهذه السلوكيات، إلى جانب تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وأعلنت الشركة عن غرامة مالية تستهدف المتعدين على السكك الحديدية تصل إلى ألفي ريال، وتحمل مسمى «الوقوف على خطوط السكك الحديدية»، هي غرامة مرورية تفرض على أي مركبة تجتاز السكة أو تقف عليها، وفي رأيي أنها غرامة لا تتناسب مع الجرم الذي يتسبب به المعتدي أو المتجاوز لقضبان السكك الحديدية واعتقد من الأنسب مضاعفتها مع تكثيف الحملة التوعوية في هذا الجانب الذي يجهله الكثير وبخاصة مستخدمو الطرق القريبة من الشبكة من سكان القرى والهجر بحكم حداثة سكة الحديد على خط الرياض الشمال وقطار الحرمين، وأتمنى تفعيل دور الرقابة الخارجية من خلال قيام أي شخص برصد مخالفة وتصويرها ومن ثم إرسالها للجهة المعنية في السكة الحديد لتتخذ الإجراء المناسب على أن يتم تخصيص جزء من المخالفة لمن صورها وبلغ عنها بعد التأكد من ذلك . يجب أن يعي من يقوم بهذا العمل خطورته، وللأسف أن نسبة من هؤلاء من كبار السن الذين اعتادوا في فترات سابقة التنقل يمينا وشمالا بدون حواجز أو مراعاة لأي مخاطر وبالتحديد ممن امتهنوا الرعي في تلك المناطق أو من سكان القرى والهجر، ولذلك فإن العبء الأكبر يقع على أبنائهم الذين يجب عليهم توعيتهم وتنبيههم لتلك المخاطر متمنين السلامة للجميع. أيضا تجب الإشادة بالنقلة المهمة والكبيرة للخطوط الحديدية خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال إنشاء قطار الرياض الشمال وقطار الحرمين الشريفين الذي يؤكد اهتمام المملكة بكل ما يسهل على حجاج بيت الله الحرام.