في ظل احتفاء العالم باليوم العالمي للمرأة أستعرض لكم تجربة رائدة في العمل المجتمعي وهي أنموذج يعكس كفاح المرأة السعودية وجهودها في تحقيق رؤية المملكة 2030، فمنذ قرابة عامين بدأت جمعية البر بالمنطقة الشرقية تنفيذ مشروع «صيانة الجوالات»، ووجهت هذه الدعوة للمستفيدات من الجمعية فوجدنا أن هناك 45 فتاة التحقن بالبرنامج لتعلم صيانة الجوالات، وبالفعل وقعت الجمعية اتفاقية تعاون مشترك مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتدريبهن، وتدربت الفتيات على صيانة الجوالات على مدى 6 أسابيع متتالية بمعدل 30 ساعة أسبوعية وأصبحت منهن فتيات يعملن في هذا المجال ويحترفن العمل فيه، ومنهن أذكر ابنة الجمعية «تغريد» التي بعد أن أتقنت العمل في صيانة الجوالات عبر التدريب والتأهيل أصبحت تدرب مستفيدات الجمعية على هذه الحرفة، وأصبحت تعمل في هذه المهنة، حتى أنها صارت مصدر رزقها، واللافت أيضا هو ما ذكرته الفتيات المتدربات أثناء تدريبهن وما أكدن عليه وهو تعهدهن في هذه المهنة بالحفاظ على معلومات وبيانات العملاء أثناء الصيانة ومراعاة أمن هذه المعلومات وسلامة خصوصيتها، هذه النماذج التي أفتخر بانتمائها لجمعية البر بالمنطقة الشرقية قادت برنامج الجمعية «صيانة الجوالات» إلى النجاح وهي نفسها النماذج التي قادت مشروع عربات الطعام المتنقلة ببر الشرقية لتحقيق أهدافه، حيث نجحن في تحقيق أرباح مادية ومصدر دخل لأسرهن من خلال العمل بالمشروع فضلا عن نجاح المرأة في بر الشرقية في مشروعات الأسر المنتجة والخياطة والتفصيل والمشروعات الصغيرة ونجاح 19 فتاة من فتيات البر تدربن على الطبخ عبر مشروع مطبخ البر، حيث توظف عدد كبير من الفتيات عقب انتهاء البرنامج بالفنادق، وأصبح لبعضهن مشاريع خاصة في مجال الطبخ كمصدر دخل لهن ولأسرهن، فضلا عن نقل الكثير من الخريجات لخبرات الطبخ لغيرهن من الفتيات عبر عملهن كمدربات للطبخ، ولن أنسى أيضا فتيات البر والبالغ عددهن 150 خريجة اجتزن عددا من البرامج التنموية وعرضن مسيرة نجاحهن في لقاء عضوات البر ال19 الذي ضم 500 عضوة برعاية كريمة من صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي، فهذه المشروعات والبرامج قادتها نخبة متميزة من القيادات النسائية بالجمعية وأشرفن على نجاحها، هذه النجاحات والإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله ثم دعم ورعاية القيادة الحكيمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة الجمعية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان. فهؤلاء النساء المستفيدات من خدمات الجمعية لم يتوقفن عن الإبداع والعمل بكفاح ونحن في بر الشرقية وبدعم هذه القيادة الحكيمة لن نتوقف عن دعمهن بالقروض الصغيرة والتدريب والتأهيل لتحقيق رؤية هذا الوطن الطموح.